اقتحم أكثر من 350 شرطيا إسرائيليا ساحات المسجد الأقصى المبارك في الساعات الأولى من صباح أمس، مما أدى إلى وقوع مواجهات تسببت بجرح نحو 20 فلسطينياً، قبل أن تفرض سلطات الاحتلال حصاراً مشدداً على المسجد في ساعات الفجر الأولى، لتمكين عشرات المستوطنين الإسرائيليين من اقتحامه. وقال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عزام الخطيب في تصريحات إلى "الوطن": "في تمام الساعة السادسة صباحاً اقتحم مئات من رجال الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد وأطلقوا قنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع على المصلين، لإجبارهم على الخروج من المسجد وتمكين المتطرفين اليهود من اقتحامه". وأضاف "ما جرى كان عملية إعادة احتلال للمسجد، إذ قامت القوات الشرطية الإسرائيلية بالانتشار في كل ساحاته وعلى صحن قبة الصخرة وقاموا بإغلاق أبواب المسجد القبلي المسقوف بالسلاسل الحديدية على من فيه من المصلين وأطلقوا القنابل على المصلين. وبالتزامن مع ذلك منعت قوات الشرطة من هم دون الخمسين عاماً من دخول المسجد، وانتشرت بكثافة على بوابات الأقصى ومنعت حراس المسجد والمصلين وطلاب المدارس الشرعية الموجودة داخل ساحات المسجد من الدخول إليه". ومضى الخطيب بالقول "سمحت شرطة الاحتلال لنائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيجلين باقتحام المسجد، وقام نحو 15 من أفراد الشرطة بتوفير الحماية له، وعندما طلبنا من الشرطة منع دخول المستوطنين بسبب حساسية الوضع، لم نجد آذانا صاغية، بل على العكس كانت عبارات التهديد والوعيد". وكان فيجلين دعا إلى اقتحام الأقصى بمناسبة ما يسمى "عيد العرش"، وسط دعوات لاقتحامات مشابهة خلال اليومين القادمين، حيث ينتهي العيد اليهودي يوم غد. وشوهد المئات من الطلبة والمصلين على باب حطه وقد منعتهم الشرطة من دخول الأقصى، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين المصلين والقوات الإسرائيلية أسفرت عن إصابة 4 من المصلين بينهم امرأة. وكانت الشرطة منعت المستوطنين من اقتحام المسجد أول من أمس، مما أدى إلى حالة من الهدوء في المسجد، غير أن جماعات المستوطنين انتقدت هذا القرار. إلى ذلك، هدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش بإغلاق المسجد أمام المسلمين، مثلما تم إغلاقه أمام المستوطنين، بسبب ما أسماه "وقوع أعمال مخلة بالنظام"، وأضاف "قائد شرطة القدس هو صاحب القرار بهذا الصدد". وأضاف أن الشرطة لن تسمح باستمرار عمليات إلقاء الحجارة داخل الحرم القدسي الشريف، ومنازل تابعة لسكان يهود، وتعهد بتعزيز الوجود الشرطي في حيي بيت حنينا وشعفاط شمالي القدس، لافتاً إلى أنه أوضح لمدير عام شركة القطار الخفيف أنه سيبذل قصارى جهده "لإعادة الهدوء"، وقال "يتم استخدام وسائل تكنولوجية ذكية لمنع الاعتداءات على القطار"، دون أن يوضحها. في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله "الدور الذي تلعبه الأممالمتحدة في رعاية عملية إعادة إعمار قطاع غزة مهم للغاية، وأن الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الفلسطينية لضمان وحدة عمل مؤسساتها وتكريس المصالحة الوطنية هي الإطار الحقيقي لإنجاح مهام إعادة الإعمار وتلبية احتياجات قطاع غزة.