حال وجود المصلين في ساحات المسجد الأقصى المبارك وجهود إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس دون تمكن جماعات يهودية من تنفيذ مخططها بتنظيم صلاة جماعية في ساحات المسجد بمناسبة حلول رأس السنة العبرية. وبعد ضرب حصار مشدد على المسجد منذ يومين ما حال دون وصول آلاف المصلين إلى المسجد، هاجمت القوات الإسرائيلية عشرات المصلين في ساحات المسجد ما أدى إلى اشتباكات لجأ المصلون بعدها إلى المسجد القبلي الذي أغلقته قوات الاحتلال بالجنازير قبل إطلاق سيل من قنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين، الذين أصيب عدد منهم بالاختناق دون تمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم. وقال مدير أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، ل"الوطن" "نتيجة الدعوات اليهودية التي طالبت فيها مجموعات يهودية باقتحام المسجد بغرض أداء الطقوس الدينية اليهودية، وهو ما ردت عليه جهات إسلامية بالدعوة إلى النفير العام وشد الرحال إلى المسجد، قامت قوات الاحتلال بضرب طوق أمني على كافة أبواب المسجد وانتشرت الشرطة والجيش والقوات الخاصة الإسرائيلية بأعداد كبيرة، ومنعت من هم دون سن الخمسين عاما من دخول المسجد منذ مساء الثلاثاء، ما أدى بعشرات المصلين للاعتكاف في داخل المسجد، ومع صلاة الفجر فلم تسمح قوات الاحتلال سوى لأعداد قليلة من كبار السن بدخول المسجد مع السماح لمجموعات من المستوطنين باقتحام المسجد ما أدى إلى وقوع اشتباكات بالحجارة والأيدي". وتابع الخطيب "أثر هذه التطورات والاتصالات الواسعة التي أجريناها مع الشرطة الإسرائيلية والحكومة الأردنية تم اختصار جولات المتطرفين اليهود على المنطقة ما بين باب المغاربة وباب السلسلة لفترة قصيرة، إذ اقتحم المسجد 56 متطرفا يهوديا و400 سائح أجنبي ومن ثم عاد الهدوء إلى المسجد". من جانبه، شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي صائب عريقات على أن "الممارسات الإسرائيلية تهدف لتدمير الجهود المبذولة لإنجاح عملية السلام والتوصل إلى تحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، وحل قضايا الوضع النهائي دون استثناء وعلى رأسها القدس واللاجئين والأسرى، استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة". في غضون ذلك، وغداة جولة جديدة من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه، المفاوضات بأنها "عقيمة" مؤكدا على أنه "حتى الآن لم يتحقق أي تقدم"، مستبعدا أي تقدم في هذه المفاوضات. وتابع عبدربه "الأمل في تقدم هذه المفاوضات ضعيف للغاية بل هو معدوم في هذه اللحظة". من جهة أخرى، أعلن مسؤول في الحركة الإسلامية داخل إسرائيل، أن السلطات الإسرائيلية أفرجت أمس عن الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة بعد اعتقاله أول من أمس في القدس. وأوضح المتحدث باسم الحركة زاهي نجيدات "أفرجت سلطات الاحتلال عن الشيخ رائد صلاح وأصدرت قرارا بإبعاده لمسافة 30 كيلومترا عن القدس ودفع كفالة مالية بقيمة 50 ألف شيقل (14 ألف دولار)".