ظل مستشفى محايل العام فصلاً مثيراً للجدل والنقاش المبرر، وغير المبرر دون هوادة أو تأنٍّ من الإعلام الذي تكتسيه العاطفة كثيراً دون المنطق، إما مقالا لاذعًا، أو كاريكاتوريًا ساخراً، أو مقطع فيديو خلسةً لا يشعر به أحد.. أججَه إعلامٌ مفتوح على مصرعه، دون مهنية، أو احترافية حتى بات الجميع يدعي وصلاً بليلى الإعلام، وباتت معها الحقيقة غائبة تماماً عن المشهد وفق مبدأ "خذوهم بالصوت"..؟! دون الوقوف، والإنصات لصوت العقل، والمنطق، وهكذا تستمر النظرة التشاؤمية، والتي تصل لحد السوداوية المقيتة، التي لا ترى غير الظلام طريقاً لها، وإن هذا المستشفى صورة نمطية معتادة لصورة ذهنية مهترئة قد ترسبت من القديم إزاء موقف شخصي، أو عابر مثلاً، وقس على هذا الكثير، والكثير، ورغم كل الإدارات التي تعاقبت عليه، وحرصها وتفانيها، ومحاولات التصحيح، والإصلاح واعترافها بالتقصير في ظل الكثافة العددية، والمتزايدة التي تفوق ال(380) نسمة من خلال (25) مركزاً صحياً إضافةً للتحويلات من مستشفيات تهامة قاطبة، وكذلك كثرة الحوادث، وهذا يعود لموقع المدينة الحيوي، وتزايد المراجعين الزوار لكثرة القادمين، والعابرين للمحافظة. ولعل إحصائية العام الماضي تعطي الأحقية المطلقة لما يعانيه مستشفى محايل من ضغط هائل عطفاً على الإحصائيات السابقة فقد استقبل قسم الطوارئ أكثر من ال(230) حالة.. ومن بين ركام الانتقاد، وحمى الشخصنة، وتضخيم الأحداث نرى بين ظلام الوقت العصي بارقة أمل، ورحلة طموح وكفاح رفعت راية التحدي مبكراً، كي تمنح المريض الأولية في كل شيء بشعار (المريض أولاً) تراكة لحطَاب الليل، والمثبطين الكلام، إنها شخصية الإداري المحنَك محمد زيد عسيري.. هذا الابن البار بمدينته محايل الأم، وقبل التحدي بإدارة مستشفى محايل رغم كل التحديات من حوله، وبدأ رحلة الألف ميل بخطوة تحسب له، وذلك بتوسعة قسمي الطوارئ، والعيادات الخارجية وإحداث تغيرات في الأقسام الإدارية، ومساحات أكثر رحابة لصالات الانتظار، وتزويدها بشاشات عرض تثقيفية، وزيادة عدد الأسرة في مختلف الأقسام الطبية.. هذا في ظرف شهر واحد من استلام مهامه كمدير للمستشفى، وهذا مؤشر إيجابي كي نرى المستقبل أكثر إشراقاً، وتفاؤلاً.