يواجه المواطنون مشكلة بدأت تطل عليهم وتنذر بالخطر، وإن لم نبادر في وضع الحلول الجذرية لها، فإننا سنواجه مشكلة ربما ستستعصي على الحلول، وهي تختلف عن الأزمات التي مررنا بها مثل الارتفاع المجحف وغير المبرر في جميع الأسعار، وفي مقدمتها الحديد والشعير وتهريب المخالفين من مواطنين ووافدين إلى المشاعر المقدسة في مواسم الحج، وآخرها موسم هذا الحج وتصاريح الحج المزورة والطماطم والمساويك، ويا عالم ماذا يخبئ لنا التجار والمستثمرون من العمالة الوافدة، الذين أصبحوا بقدرة قادر مستثمرين أجانب حتى في مجالات الفشار والفصفص! ما علينا.. وما يهمني هنا ما يتعلق بالسكن ولكن تحت الأرض وليس فوق الأرض، وهذه الأزمة بدأت تطل برأسها في بعض المدن وبنسب متفاوتة، ولكنها قد تكون في مدينة أبها تحديدا ربما الأخطر على مستوى المدن في المملكة، وأنا أعني الأراضي المخصصة للمقابر. ومن المعروف حتى على مستوى القرى في جميع المناطق الجنوبية، أن لكل قرية المقبرة الخاصة بموتى أهل تلك القرية، وينسحب ذلك على المدن الرئيسة، التي تكونت أساسا من مجموعة من القرى المتجاورة، ولكنها كانت تسمى تجاوزا أحياء، ولكل حي المقبرة الخاصة التي يتم دفن موتى ذلك الحي فيها، ومازالت بعض الأحياء والقرى تهتم بمثل هذا التنظيم وتحافظ عليه، وعملت الأمانات والبلديات والمجمعات القروية على تسوير تلك المقابر وذلك لحمايتها والمحافظة عليها. مدينة أبها على وجه التحديد، بدأت تعاني من مشكلة عدم توافر الأراضي اللازمة المخصصة للمقابر، والسبب الرئيس والمباشر من وجهة نظري هو وجود مستشفى عسير المركزي، الذي يستقبل المرضى من أنحاء منطقة عسير، ومن جميع أنحاء المناطق الجنوبية، وبطبيعة الحال هناك من يتوفاه الله إلى رحمته، ويتم دفنه في المقبرة المجاورة للمستشفى في قرى "الشرف" تلك المقبرة التي لم يبق فيها متسع للمزيد وهذه حقيقة. أحد رؤساء بلديات أبها السابقين استشعر المشكلة، ولكن البديل كان جبلا أصم زهد فيه حتى أهله، ويقع شمال المدينة، ويبعد عنها بنحو 40 كلم، بمعنى أن هذا الموقع لو كان مناسبا "وعلى اعتبار أن الحي أبقى من الميت" لتسابق عليه المتسابقون كما تسابقوا على الأراضي التي كانت بلدية أبها خصصتها قبل 15 عاما لنادي أبها الرياضي ولكنها تحولت فجأة إلى أملاك خاصة، وما زال هذا السباق المحموم من الكبير قبل الصغير للاستيلاء على كل أرض تخصصها الأمانة لأي مشروع حكومي في مدينة أبها. و لذلك ومن هذا المنطلق فإن لدي اقتراح ورجاء.. أما الاقتراح، فقد سمعته من أكثر من مواطن، ويتلخص في تبني أمانة منطقة عسير إلزام جميع أصحاب المخططات بتخصيص موقع في كل مخطط كمقبرة لمن سيتوفاه الله إلى رحمته، ممن سيسكنون في ذلك المخطط، فالهدف من ذلك هو رضا الله سبحانه وتعالى في المقام الأول، فضلا عن أنه سيسهم في حل مشكلة ندرة المقابر، إضافة إلى أنه لن يكلف صاحب المخطط شيئا يذكر. أما الرجاء، فإنني أتوجه به إلى الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، بأن يولي هذا الموضوع اهتمامه، كما تعودنا منه، حفظه الله، وذلك بتوجيه الأمانة بسرعة تخصيص أرض واسعة جدا في أي موقع يكون قريبا من مدينة أبها لتكون مقبرة عامة للموتى.