لم يشأ الحاج الهندي "مظهر علي" أن يحج دون شريكة حياته التي عاشت معه 40 عاما، على الرغم من نصح بعض أصدقائه له بالمبادرة بالحج قبل أن يتقدم به العمر، إلا أنه ظل طوال السنوات الماضية يكدح في مهنته البسيطة "حياكة الملابس" التي يقوم بها في منزله في مدينة بومباي على مكينة خياطة بسيطة في مكوناتها، لكنها كبيرة في قيمتها المعنوية بصفتها مصدر دخله الوحيد- على حد قوله- حتى جمع المبلغ الذي يكفي لتمكينه وزوجته من الحج سويا، مستغرقا 10 سنوات. يقول الحاج مظفر الذي التقت به "الوطن" وزوجته أمام أحد مخيمات حجاج الهند: كان بوسعي أن أحج وحدي قبل هذا الوقت ولكني لم أرد أن أترك شريكة حياتي التي لو لم أصطحبها للحج لما استطاعت أن تطأ بقدميها المشاعر المقدسة. وقال إن تكلفة الحج تتضاعف في حال اصطحابه لها ولذلك قام بتأجيل الحج إلى أن جمع المبلغ من مهنته البسيطة، وبمساعدة نجليه اللذين يعملان في مهن مماثلة، ثم قدما سويا. ولم تكن عقبة المال هي الوحيدة في طريق مظفر وزوجته، فيقول إنه بعد جمع المال الذي استغرق 10 سنوات عقد العزم على الحج، وكان عليه أن يدخل" القرعة" التي تجريها الجهات المختصة في الهند لمنح تأشيرات الحج للسكان المسلمين، وعلى مدى 4 سنوات والقرعة تخرجه من القائمة، لكنه ظل يصر على ألا يتصرف في المبلغ الذي جمعه من أجل حجه ورفيقة دربه إلى أن ابتسم له الحظ هذا العام بعد أن بلغ من العمر 60 عاما، فقدم إلى مكة برفقة زوجته ليحقق حلمهما بأداء النسك الذي انتظراه 40 عاما.