رغم أن أقدامهم لم تطأ أرض المملكة من قبل ولا ينطقون العربية، إلا أن عبارة "حج يا حاج" هي العبارة التي يتساوى في فهمها العرب والعجم من الحجيج الذين قدموا من كل فج عميق. وفي حين لا يعلو على صوت تكبير الحجيج صوت في مشعر منى، يظهر في الطرف الآخر صوت العاملين على راحة الحجيج من رجال الأمن ومشرفي وموظفي المخيمات والجهات الحكومية، مرددا في كل لحظة "حج يا حاج" لتنبيه الحجاج على بعض الأمور التي قد تخدش حجهم من التدافع او السب أو الشتم حتى أصبحت هذه العبارة هي النداء الرئيس لتنبيه الحجاج بمختلف لغاتهم على بعض تصرفاتهم في الحج، فيستجيب لها العجم قبل الناطقين بالعربية، كونها تحمل مفردتين فقط "حج يا حاج". وقال محمد مكي -موظف في حملة حج آسيوية- إن الحجاج الآسيويين الذين لا يعرفون من اللغة العربية حرفا واحدا يستجيبون لنداء رجال الأمن وموظفي الحملات عندما ينبهونهم على الأخطاء بعبارة "حج يا حاج" وخاصة عند التدافع وإلحاق الضرر بالحجاج الآخرين، مشيرا إلى أن العبارة أصبحت وصية للحاج بالمحافظة على حجه من التصرفات التي تخدش الحج. وقال غلام -حاج باكستاني- إنه عندما قدم للمملكة قبل 10 سنوات أدى فريضة الحج وكان لا يعرف من العربية شيئا إلا كلمة حج، وكان يسمع كل من في الحج يردد كلمة "حج يا حاج" والتي عرف أنها تستخدم للتنبيه، مشيرا إلى أن كل الحجاج الجدد يدركون هذه الكلمة حتى وإن كانت بغير لغتهم. وقال خالد الشهري -رجل أمن- إن الحجاج أنفسهم وحتى الناطقين بغير العربية أصبحوا يتداولونها بشكل كبير كخارطة طريق للتعامل مع الحجاج الآخرين في المواقف الصعبة، مشيرا إلى أن رجال الأمن لا يجدون صعوبة في تنبيه الحجاج الناطقين بغير العربية، بل يجدون تجاوبا كبيرا منهم عند تنبيههم بهذه العبارة وكأنها تذكير لهم للابتعاد عن كل ما يخدش النسك.