اتهم سياسيون لبنانيون حزب الله بمحاولة لعب دور الوسيط بين النظام السوري والجيش اللبناني لدفع الأخير إلى معارك واسعة على جبهة القلمون، يشارك فيها أيضاً مقاتلو حزب الله من أجل القضاء على مقاتلي المعارضة السورية، مشيرين إلى أن لبنان وشعبها وجيشها ليست لهم مصلحة في هذه الحرب، وحذروا من أن الدخول في أي حرب مفتوحة ستكون له تبعات كارثية على الاقتصاد اللبناني، كما أن تأثيرها السياسي لن يكون أقل سوءاً، بسبب احتمال الدخول في مواجهة سياسية مع بعض دول المنطقة. ويرى الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون، أن مخطط حزب الله بات مكشوفاً ولم يعد الحزب نفسه يتحدث عنه سراً أو تلميحاً، بل اتجه للحديث عن ذلك صراحة، وقال: "حزب الله يحاول أخذ الجيش اللبناني إلى القلمون لفتح وتغطية معركة، بالتنسيق مع جيش الأسد"، وأضاف: "بعدما طالب نصر الله بالتفاوض من موقع قوة مع تنظيمي الدولة "داعش" وجبهة النصرة اللذين قاما باختطاف اللبنانيين، وربما يكون ذلك هو السبب في بدء الجيش حملة مداهمة واسعة، أوقف خلالها المئات من اللاجئين السوريين لمقايضتهم بالجنود". من جانبه، يقول الناشط السياسي في عرسال، سامر الأمين: "إن حزب الله بعد أن فشل عسكرياً في بسط نفوذه في القلمون، وبعد أن تلقى ضربات المقاومة الموجعة، فإنه يلجأ إلى محاولة استدراج الجيش اللبناني في معارك لا مصلحة فيها إلا لنظام دمشق، وبات جلياً أن قدرة الحزب على التحرك باتت محدودة، لاسيما بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في سورية، مما أثار حنق قواعده ودعاها لرفض إرسال أبنائهم واستخدامهم وقوداً في تلك الحرب المحرقة". إلى ذلك، وجه المجلس العالمي لثورة الأرز انتقادات شديدة لحزب الله، محذراً في بيان رسمي أمس "كل المسؤولين وعموم اللبنانيين من أن يدفعهم الخوف من داعش إلى الاحتماء بعباءة حزب الله وأسياده، صانعي الأحقاد ومصدري الإرهاب". وأضاف البيان: "ننبه اللبنانيين خصوصاً والمجتمع الدولي عموماً من محاولة التغطية على الإرهابيين من كل الفئات، ويعيد التذكير بأن حزب الله وأسياده قاموا ولا يزالون يقومون بأعمال إرهابية، ليس في دول الشرق الأوسط فقط، بل في أماكن كثيرة من العالم، وهم لا يقلون خطراً على شعوب المنطقة من مجرمي داعش وغيرهم من الإرهابيين، فالسيارات المفخخة بدأت في مطبخ مخابرات النظام السوري، والعمليات الانتحارية حللها وأطلقها الإمام الخميني، ثم قام بتصديرها الحرس الثوري". وختم البيان محذرا الحكومة اللبنانية من عملية التغطية على حزب الله في أي موقف أو قرار يمكن أن يتخذ على مستوى دول القرار، ولو كان هذا الحزب ممثلاً في الحكومة اللبنانية فهو يمنع الخطوات الديمقراطية كانتخاب رئيس للجمهورية؛ وذلك لتفكيك الدولة بعد أن نجح بتفكيك المجتمع المدني وتقسيمه إلى فئات متناحرة تقودها الغرائز والأحقاد وتجعلها قنابل موقوتة جاهزة في أي وقت للتقاتل والعنف". في سياق أمني، أحبط الجيش اللبناني ليل أمس محاولة تسلل جديدة للمسلحين من جرود عرسال باتجاه البلدة، وتمكن من إيقاف تحركاتهم، مستخدماً سلاح المدفعية والقنابل المضيئة، محققاً إصابات في صفوفهم، فيما شن طيران النظام السوري صباحا سلسلة غارات على معبر الزمراني على الحدود اللبنانية - السورية، مستهدفا تحركات المسلحين في محيط معبر الزمراني غير الشرعي.