سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم "وثيقة السلم".. الحوثيون يحتلون منازل مسؤولين بصنعاء التصعيد يتواصل و200 قتيل في المعارك الأخيرة "الوزاري الخليجي" يأمل أن يؤدي "اتفاق" السلم إلى وقف العنف
استيقظ سكان العاصمة اليمنية صنعاء على مشاهد لم يألفوها بغياب الدولة وتولي دوريات تابعة لمسلحي جماعة الحوثي أمور العاصمة وإدارتها بعدما بسط مسلحو جماعة الحوثي سيطرتهم على كافة مرافق العاصمة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، حيث شوهدت مجموعات من مسلحي الجماعة في نقاط تفتيش في أهم شوارع العاصمة، بخاصة حدة والزبيري والستين، وإلى جانبهم سيارات شرطة خاصة بهم، وعليها شعارهم المعروف "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل". وكانت معظم وحدات الجيش والشرطة قد انسحبت من شوارع العاصمة بعد أوامر تلقوها من وزيري الدفاع والداخلية تقضي بعدم الاحتكاك مع مسلحي الحوثي وطالبتهم بالتعاون معهم، ما فسر على أنه تسليم العاصمة وأمنها لجماعة الحوثي التي قام مسلحوها بسحب الكثير من السلاح الثقيل من بعض مقرات الجيش وإرسالها إلى محافظة عمران، شمالي صنعاء، والتي بدأت فيها المراحل الأولى لإسقاط صنعاء. وفي اليوم الثاني من توقيع اتفاق عرف ب "اتفاق السلم والشراكة" كان الحوثيون أحد أطرافه، بدت شوارع العاصمة خالية من السكان إلا من أعداد محدودة، حيث لا يزال المواطنون متخوفين من ردة فعل مسلحي الجماعة وخصومهم، إلا أن العاصمة بدت هادئة باستثناء هجمات نفذها الحوثيون ضد منازل تابعة للواء الركن علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي لشؤون الأمن والدفاع، والذي يحمله الحوثيون مسؤولية الحروب الست التي شنها النظام السابق في صعدة، إلى جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وهاجم الحوثيون كذلك منازل تابعة للقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) ورجل الأعمال المعروف الشيخ حميد الأحمر، حيث تم وضع متفجرات في المنازل قبل تفجيرها. واكتنف الغموض مصير اللواء الأحمر، إضافة إلى رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني عقب دخول جماعة الحوثي صنعاء واقتحامهم مقر الفرقة الأولى مدرع والجامعة المتجاورين. فيما لا يزال مسلحو الحوثي يحتلون منزل وزير الإعلام السابق علي العمراني منذ يومين بعد أن اقتحموه وقتلوا شخصاً كان يتولى حراسته. في غضون ذلك رحب المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع له في نيويورك بالاتفاق الذي وقع أول من أمس بمشاركة جماعة الحوثي، وأمل أن يؤدي تطبيق هذا الاتفاق إلى وقف العنف وتعزيز أمن اليمن واستقراره، وأن يتجاوز هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، مجدداً وقوفه مع اليمن ودعمه للرئيس عبد ربه منصور هادي وجهوده في الحفاظ على الشرعية وحقن الدماء. وعلى الصعيد ذاته رحبت مجموعة السفراء ال10 الراعية للمبادرة الخليجية بالتوقيع على الاتفاق، ودعت إلى التنفيذ السريع والكامل لجميع بنود الاتفاق، والتزام جميع الأطراف بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومُخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة. وأعلنت وزارة الصحة اليمنية أمس أن 200 شخص على الأقل قتلوا في المعارك الأخيرة في صنعاء بين الحوثيين والجيش. وقال مسؤول في الوزارة "إن طواقم الإسعاف التابعة للوزارة انتشلت أمس 53 جثة من ضحايا المواجهات"، مضيفا أنه "بذلك يرتفع إجمالي الجثث التي قامت طواقم وزارة الصحة بانتشالها بدءا من يوم 16 سبتمبر الحالي إلى 200 جثة".