قدر مسؤول قيمة السوق السنوي للحرف اليدوية في المملكة بأنها تصل إلى ما يقارب 1500 مليون ريال، منها 20% فقط من المنتجات السعودية بينما يتم استيراد الباقي، كاشفا عن تعاون مع منظمة اليونيسكو في مشاريع للحفاظ على ثقافة وتراث الحرف اليدوية التقليدية. وقال المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع"، التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور جاسر الحربش، إن البرنامج نجح خلال 15 شهرا من انطلاقه في تحقيق العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي، والتي يأتي في مقدمتها وضع استراتيجية للحفاظ على صناعة الحرف اليدوية في المملكة وبنائها من خلال لجنة وزارية بمساعدة خبراء دوليين، والتعاون مع مشروع اليونيسكو في تدريب وتطوير الحرف اليدوية في المملكة، إضافة إلى الموافقة على انضمام الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى عضوية الاتحاد العربي للمنتجات والحرف اليدوية الذي يقع مقره في تونس. وأضاف الدكتور الحربش أن هناك إنجازات أخرى تتمثل في إنشاء "مركز الحرف اليدوية" كمعهد دائم للتدريب، وإنشاء مراكز دائمة للحرف اليدوية في مناطق مختلفة من المملكة. كما نفذ البرنامج العديد من ورش العمل والمعارض والفعاليات التعليمية في أنحاء المملكة. وإضافة إلى ذلك، أطلق البرنامج مسابقة جائزة عكاظ السنوية للابتكار في الحرف اليدوية، كما تم توقيع اتفاقية مع البريد السعودي لتسهيل عملية التسويق للمستثمرين في مجال الحرف اليدوية والحرفيين عبر السوق الإلكتروني (القرية). وأشار المشرف العام على برنامج (بارع)، إلى أن البرنامج شجع العمل من المنازل من خلال تسهيل عملية حصول الحرفيين على تصاريح العمل، وتم إقناع مراكز التسويق في المدن بتوفير مساحة حرة للحرفيين لبيع منتجاتهم في تلك المواقع. مضيفا أن البرنامج قام أيضاً بتمويل الشركات الحرفية الصغيرة والمتوسطة، وتنشيط التسويق والدعاية للحرف اليدوية السعودية، وحماية العلامات التجارية وحقوق التأليف والنشر للمنتجات السعودية، وتنظيم فعالية المعرض الكوري السعودي للحرف والصناعات اليدوية بالرياض. وحول إقناع الشباب والشابات بجدوى العمل في مجال الحرف والصناعات اليدوية أكد الدكتور الحربش أن هذا الأمر هو أحد تحديات البرنامج، مشيرا إلى أن (بارع) يعمل على ذلك من خلال رسائله التي يحرص على بثها في وسائل الإعلام وعبر الفعاليات التي يقيمها أو يشارك فيها. وأوضح المشرف العام على برنامج (بارع)، أن الإحصائيات تشير إلى وجود ما يقارب 21 ألفاً من الحرفيين في المملكة يعملون في هذه الصناعة حاليا، ويعمل البرنامج على دعمهم في ثلاثة مجالات هي: الفعاليات والمعارض المرتبطة بالحرف والصناعات اليدوية ودعمها ماديا، وتطوير ودعم المشاريع المتوسطة والصغيرة في الحرف والصناعات اليدوية، وتسويق منتجات الحرفيين عبر القنوات المتاحة، كوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال مبادرة مهمة أطلقها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة، وتم توثيقها في قرارات البرنامج، وهي مبادرة تنص على أن تكون هدايا ضيوف الدولة من المنتجات الحرفية، مؤكدا أنه تم إقرار هذه المبادرة ويجري التنسيق حاليا مع جميع قطاعات الهيئة في عمل تنظيمي لتطوير هذه المبادرة ليتم رفعه إلى سمو الرئيس لاعتماده. ويوضح الدكتور الحربش أن هذه المبادرة ستدعم قطاع الحرف دعماً كبيرا، لأنها سترفع معدلات الطلب على المنتجات الحرفية التي تنتجها الأيادي الوطنية. وعن قيمة السوق السنوي للحرف اليدوية في المملكة ذكر الدكتور الحربش أنها تصل إلى ما يقارب 1500 مليون ريال، منها 20% فقط من المنتجات السعودية بينما يتم استيراد الباقي. وحث الدكتور الحربش الشباب والشابات على اقتحام عالم الحرف والصناعات اليدوية، مشددا على أنه لا يوجد تضارب بين الحرف اليدوية والتطور الحالي في مختلف مناحي الحياة، وأكد أن المنتجات اليدوية ما زالت مطلوبة، وتجد رواجاً في مختلف بلاد العالم، ولها عملاؤها الذين يعشقونها ويحرصون على اقتنائها، موضحاً أن هذا الواقع الجديد للحرف اليدوية أدى إلى أن يكون العمل في هذه الحرف فرصة لتكوين مشروع استثماري ناجح، وفي الوقت نفسه عمل فني جميل، يهواه صاحبه ويستمتع بأدائه. الجدير بالذكر أن المشروع الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية "بارع" يشارك في ملتقى الأسر المنتجة والمقام بمنطقة الباحة إلى الثلاثاء المقبل ويستضيف 40 حرفياً من خارج المنطقة و10 من داخلها إضافة إلى تنفيذه عددا من الدورات وورش العمل الخاصة بالأسر المنتجة.