تمكنت الجهات الأمنية في منطقة عسير أمس من القبض على ثلاثة شبان سعوديين بالإضافة إلى مقيم، وذلك بعد إقدامهم على حرق ثعلب بعد أن احتجزوه في قفص حديدي، وصوروا مقطع فيديو يثبت الواقعة، حيث انتشر هذا المقطع وأثار ردود فعل غاضبة في المجتمع الذي استنكر هذا الفعل، ووصفه كثيرون ب"الوحشي". وأكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله شعثان إلى "الوطن" أن الأجهزة الأمنية في شرطة منطقة عسير قد تمكنت من القبض على ثلاثة شبان سعوديين ومقيم من جنسية عربية بمحافظة سراة عبيدة، وذلك بعد إقدامهم على حرق حيوان داخل قفص وتمت إحالتهم إلى جهة الاختصاص للتحقيق معهم. من جانبه، أوضح رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن محمد آل سعود في حديث للصحيفة أن الهيئة تشكر وزارة الداخلية وإمارة منطقة عسير على تعقبها للمتورطين في هذا الفعل، الذي وصفه ب"المؤلم والمشين" في تعذيب حيوان بري مهما كانت الأسباب. وأضاف: مع كثرة المبررات التي يسوقها المخالفون لأنظمة الهيئة، إلا أننا في الهيئة لا نعترض على القتل بقدر ما نعترض على آلية القتل، وهي الحرق بالنار وهي محرمة شرعا استنادا للحديث النبوي "لا يعذب بالنار إلا رب النار"، وهؤلاء أحرقوا الحيوان حيا بعد حبسه داخل قفص، مبررين فعلتهم بأن الثعلب قد أكل 30 دجاجة. وطالب الأمير بندر من جميع أبناء المجتمع أن يكونوا حامين للحياة الفطرية، لأن مثل هذه التجاوزات التي أقدم عليها من أحرقوا الثعلب تهدد الأمن البيئي الذي يعد جزءا من أمن البلد الشامل، والثروة البيئية جزء من ثروة البلد ويجب معاقبتهم بعقوبة رادعة. ونفى الأمير بندر أن تكون للهيئة علاقة بقضايا التعذيب السابقة التي تم رصدها في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي مثل الحصان الذي يضربه صاحبه بآلة حديدية في رأسه. وقال: نتابع في الهيئة ما يخص الحيوانات البرية، أما ما يخص الحيوانات الأليفة فهي من اختصاص وزارة الزراعة فهي تتابع مثل هذه الحالات وتحقق فيها. وحول آلية محاكمة المتهمين، وهل ستكون هناك دوائر تتابع مثل هذه القضايا في المحاكم، قال الأمير بندر: برنامج خادم الحرمين لتطوير القضاء سيشتمل على مثل هذه القضايا، ولكن لدينا حاليا لجان قضائية في إمارات المناطق تتابع مثل هذه الأمور وستقوم بدورها حتى يتم تحويل الملف كاملا للقضاء الشرعي. وكان أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد قد وجه ظهر أمس الأجهزة الأمنية بالمنطقة بالقبض على الشبان الذين أقدموا على حرق الثعلب وهو ما حدث لاحقا.