"جبة"و"الشويمس" تنتظران "التراث العالمي"

فريق علمي من المنظمة الدولية أنهى مراحل التقييم والتقى أمير حائل

أنهى فريق علمي تابع لمنظمة "اليونسكو" أمس، مراحل التقييم النهائي، لإدراج آثار "جبة" و"الشويمس" في منطقة حائل ضمن قائمة التراث العالمي. ويعد الفريق المكون من 6 خبراء في الآثار بقيادة مبعوث "اليونيسكو" وخبير الرسوم الصخرية الدكتور "ديرك هيوغ" الفريق السادس الذي زار المنطقة في غضون عام ونصف العام لأجل دراسة هذه الآثار وتقييم مدى أهميتها عالميا. حيث قام الفريق وعلى مدى أربعة أيام بزيارات رسمية وميدانية شملت إمارة المنطقة وأمانة حائل، وجامعة حائل، وموقع "جبة" و"الشويمس" للتأكد من أن الموقعين جرى تأهيلهما ليكونا ضمن قائمة التراث العالمي، وينتظر أن يتم الإعلان خلال 3 أشهر عن نتائج التقييم.
وتنص معايير "اليونسكو" على أن يتجاوز عمر المعلم المراد تسجيله 100 عام، ليدخل ضمن لائحة التراث العالمي، إضافة لعشرة معايير أخرى تتوافر في الملف ويجب أن تستوفي على الأقل واحدا من تلك المعايير.
و"جبة" و"الشويمس" اللتان تتوفر فيهما المعايير، يشتملان على رسومات ومنحوتات صخرية تصنف على أنها الأقدم في الجزيرة العربية، ويعودان إلى حقبة تاريخية واحدة "العصر الثمودي"، وتبرز في الجبال المحيطة ب"جبة" و"الشويمس" أعمالا نحتية على الصخور، تمثل أشكالا آدمية وحيوانية متنوعة مثل الأبقار والوعول والأسود والغزلان، وبعض هذه النقوش ترسم الحيوانات بحجمها الطبيعي، وتوضح هذه المنحوتات الصخرية استئناس الإنسان للحيوان واعتماده عليه في الصيد.
وكان أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن قد أكد خلال لقائه الفريق قبل أيام دعمه الكامل لتسجيل الرسوم الصخرية في جبة والشويمس ضمن التراث العالمي، وتوجيه محافظ الحائط ورئيس مركز مدينة جبة لتسهيل مهام الفريق الدولي.
وتبعد مدينة "جبة" عن حائل 100 كلم، وتضم رسومات ومنحوتات قديمة تعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين ،وتعد قبلة المستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية، وبدأت رحلات المستشرقين لها في القرن التاسع عشر، بالمستكشف الإيطالي "كالرو جوارماني" الذي زار المنطقة في عام 1864، ومن أشهر الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية، ومنهم الرحالة الإنجليزية الليدي "آن بلنت" في عام 1879، وهي حفيدة الشاعر الإنجليزي "بيرون".
بينما يعد موقع "الشويمس" والواقع على حافة "حرة النار" في الجنوب الغربي لحائل وتبعد عنها 240 كلم، متحفا طبيعيا مفتوحا يتجاوز طوله أكثر من 40 كلم، لوجود رسومات ومنحوتات على جباله، اكتشفت عام 2000، إلى جانب نقوش لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة، وقد سبق الإعلان عن ربط المواقع الأثرية التي تجاور الشويمس بطريق جديد بطول 40 كلم.
يذكر أن قائمة التراث العالمي، سجلت من المواقع السعودية مدائن صالح، والدرعية التاريخية.