ينتظر أن تتقدم الهيئة العامة للسياحة والآثار بملفات آثار جبه والشويمس في منطقة حائل لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي. ويعود تاريخ الموقعين إلى أكثر من 9 آلاف سنة، ما يؤهلهما لاستيفاء معايير اليونسكو للانضمام للقائمة العالمية. وأكد مصدر ل"الوطن" أن معايير اليونسكو تنص على أن يتجاوز عمر المعلم المراد تسجيله 100 عام ليدخل ضمن لائحة التراث العالمي، إضافة لعشرة معايير أخرى تتوافر في الملف ويجب أن تستوفي على الأقل واحدا من تلك المعايير، وجبه والشويمس اللتان تتوفر فيهما المعايير، يشتملان على رسومات ومنحوتات صخرية تصنف على أنها الأقدم في الجزيرة العربية، ويعودان إلى حقبة تاريخية واحدة (العصر الثمودي)، وتبرز في الجبال المحيطة بجبه والشويمس أعمال نحتية على الصخور، تمثل أشكالا آدمية وحيوانية متنوعة مثل الأبقار والوعول والأسود والغزلان، وبعض هذه النقوش مثلت حجم الحيوانات الطبيعي، وتوضح هذه المنحوتات الصخرية استئناس الإنسان للحيوان واعتماده عليه في الصيد. وتعد جبه التي تبعد عن حائل في شمالها الغربي 100 كيلو متر، قبلة المستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية، وبدأت رحلات المستشرقين لها في القرن التاسع عشر، وبدأها المستكشف الإيطالي كالرو جوارماني الذي زار المنطقة في عام 1864، ومن أشهر الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية، ومنهم الرحالة الإنجليزية الليدي آن بلنت في عام 1879، وهي حفيدة الشاعر الإنجليزي بيرون. من جهته، أكد عضو لجنة التطوير العمراني والتراثي لمدينة جبه منصور العمار أن الموافقة على تسجيل جبه ضمن مواقع التراث العالمي يدلل على أهمية إرثها التاريخي، وسيكون محفزا للجهات المعنية بتطوير جبه، ذاهبا إلى أن أهالي جبه يستشعرون أهمية الآثار وقيمتها. وتعمل جهات حكومية وأهلية بجبه ضمن مخطط الهيئة العامة للسياحة والآثار لزيادة النشاط السياحي، بتأهيل المطل الرئيسي وترميم بعض الأملاك الخاصة القديمة، وتحسين مدخلها من الطريق العام، وإنشاء نزل ريفي. بينما يعد موقع الشويمس والواقع على حافة حرة النار في الجنوب الغربي لحائل وتبعد عنها 240 كيلو مترا، متحفا طبيعيا مفتوحا يتجاوز طوله أكثر من 40 كلم؛ لوجود رسومات ومنحوتات على جباله، اكتشفت عام 2000، إلى جانب نقوش لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة، وقد سبق الإعلان عن ربط المواقع الأثرية التي تجاور الشويمس بطريق جديد بطول 40 كيلو مترا. يذكر أن قائمة التراث العالمي، سجلت من المواقع السعودية مدائن صالح، والدرعية التاريخية، في حين تعثر ملف جدة التاريخية. وفي سياق متصل، تسعى السلطة الفلسطينية إلى تسجيل مدينة بيت لحم على لائحة التراث العالمي كما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية أمس. وأشار البيان إلى أن السلطة الفلسطينية ستقدم طلبها هذا إلى لجنة التراث العالمي التي ستجتمع الجمعة المقبل في مدينة سانت بطرسبرج الروسية. وسيشارك وفد فلسطيني رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في هذا الاجتماع، حسب ما أكد البيان. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية "إن ذلك يأتي انطلاقا من حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو وتوقيعها على اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972 التي تتيح بموجبها ممارسة فلسطين حقها السيادي، كأي دولة، في ترشيح وتسجيل أماكن ومواقع التراث الواقعة في الأرض الفلسطينية إلى لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو". وأضاف البيان "استنادا إلى عمل القيادة الفلسطينية الحثيث والدؤوب على رفع مكانة دولة فلسطين، فإن فلسطين ستعمل على تسجيل وترشيح مواقع أثرية وطبيعية فلسطينية للجنة التراث العالمي". وبحسب وزارة الخارجية فان لديها قائمة بعشرين موقعا فلسطينيا "تود فلسطين أن تضيفها إلى لائحة التراث العالمي في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية". إلا أن مصدرا في وزارة الخارجية ذكر أن النية الآن تتجه فقط لتسجيل مدينة بيت لحم. يذكر أن فلسطين حصلت على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو في نوفمبر الماضي، حيث تعتبر لجنة التراث العالمي جزءا من هذا المنظمة العالمية.