بعد انتهاء مشروع تهيئتها الذي نفذته الهيئة العامة للسياحة والآثار، أصبحت قرية جبة التراثية في منطقة حائل جاهزة لاستقبال السياح والزوار في إجازة منتصف العام بعد أيام. وتعد قرية جبة التراثية من المواقع السياحية الجميلة؛ حيث تمثل مبانيها التراثية المحاطة بالنخيل عنصر جذب سياحي. وأوضح المهندس مبارك بن فريح السلامة المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة حائل أن الانتهاء من تهيئة وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري في مدينة جبة، سيسهم في أن تكون إحدى أهم الوجهات السياحية في شمال السعودية لضمها آثاراً تعود لأكثر من ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، وخاصة في جبلي أم سنمان وغوطة. وأضاف المهندس السلامة أن جبة تشتهر بآثارها التي تعود لآلاف السنين، حيث تعد النقوش في جبة من أقدم النقوش في الجزيرة العربية، وتعود إلى العصر الحجري، أي قبل ثمانين ألفا إلى ثلاثين ألف سنة قبل الميلاد. وتعود الرسومات والنقوش التاريخية التي يحويها الموقع في جبل أم سنمان، بحسب أحد الخبراء الأستراليين، لأكثر من 3000 سنة، وترجع للحقبة الثمودية، وتعد من أقدم الرسومات في الجزيرة العربية مشاركة مع آثار الشويمس جنوب حائل التي تمثل نفس الحقبة. وتعد جبة محطة رئيسة وقبلة المستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية، نظرا لموقعها الجغرافي الذي يقع على طريق قوافل الرحالة. وبدأت تلك الرحلات في القرن التاسع عشر بالمستكشف الإيطالي كالرو جوارماني الذي زار المنطقة في عام 1864. وكانت زيارته في الأساس بناء على تكليف من كل من إمبراطور فرنسا وملك إيطاليا، لشراء الخيول العربية الأصيلة، حيث كانت حائل أحد أهم معاقل الخيول الأصيلة في الجزيرة العربية. من جهته، أكد عبدالرحمن الرشيدي، نائب مدير قطاع الآثار في فرع هيئة السياحة بحائل، أن تهيئة موقع جبل أم سنمان والمواقع المجاورة له، ليكون عامل جذب للزوار والسياح المقبلين لجبة، مشيرا إلى أن المركز يستقبل الزوار خلال أشهر في جبل أم سنمان، الذي تم الانتهاء منه مؤخرا، بينما يجري العمل لتدعيمه بموظفين مدربين على العمل بمثل هذه المواقع وتقديم الشروح الكافية عن هذا الموقع. واعتبر الرشيدي أن جبة من الركائز المهمة للسياحة في حائل، للميزات النسبية التي تضمها تراثيا وبيئيا وجغرافيا. وزاد «أنهى فريق أجنبي متخصص يعمل بتكليف من الهيئة العليا للسياحة والآثار مسوحا على الموقع التراثي في جبل غوطة القريب من جبة الذي يضم رسومات وآثاراً قديمة، بالإضافة إلى عزم ذات الفريق على القيام بمرحلة أخرى من المسوح التراثية، التي ستكتمل في وقت لاحق». الشرق | حائل