كشفت قضية العنف الذي تعرض لها "طفل جازان" الذي أحرق والده رأسه بماده كيميائية حارقة قبل ثلاثة أيام، أبعادا جديدة من العنف والإهمال، حيث أكد الطفل الضحية ل"الوطن" أن والده سكب المادة الكميائية الحارقة على رأسه بعدما سلخ فروة رأسه بسكين نتيجة رفضه الإقدام على سرقة جوال ثمين. كذلك كشفت القضية أبعادا للعنف والحرمان الذي يتعرض له باقي إخوة الطفل الستة وأختهم السابعة وأمهم التي تطلقت قبل شهر، بعد أن ضربها زوجها عدة مرات وفي المرة الأخيرة طردها إلى الشارع. إلى ذلك، نقل الطفل المعنف "علي" أمس من مستشفى جازان العام إلى مستشفى الملك فهد المركزي بجازان لكي يتلقى العناية الطبية اللازمة. في حين طالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بسرعة إجراء عمليات "الختان" لباقى إخوة علي الستة، وعدم الاستمرار في توقيف الأب المعنف حتى تتم معالجته من الإدمان، وكذلك إضافة الأبناء إلى سجل العائلة وإدخالهم بشكل استثنائي في مدارس التربية والتعليم وتوفير سكن للأطفال وأمهم. وكانت "الوطن" قد زارت عائلة الطفل علي في منزل خالهم بجازان، وتبين تعرض طفلين من إخوته لحالات عنف واعتداء جسدي وجروح بسبب اعتداء والدهما، حيث رصدت عدسة "الوطن" آثار الجروح على رأس الطفل لؤي الناتج عن الاعتداء، وجروح على يد الابن الأكبر وليد. كما زارت الصحيفة الطفل علي المنوم في مستشفى الملك المركزي وترافقه والدته التي أكدت في حديثها ل"الوطن" أنها تطلقت من والد علي منذ شهر بعد أن تعرضت للضرب المتواصل حيث قام في آخر مرة، "على حد قولها" بضربها وهو في حالة غير طبيعية وطردها إلى الشارع بدون حتى أن تغطي رأسها. وأضافت أنها تطلقت منه وذلك لحماية أولادها ونفسها من زوجها المدمن، مبينة بأن الأب عاطل، ولها منه 6 أبناء وبنت واحدة وتسكن هي وأطفالها مع أخيها المقيم بمدينة جازان. وذكرت الأم يمنية الجنسية ومقيمة بطريقة نظامية، لكنه لم يضفها أو أيا من أبنائهما إلى دفتر العائلة، كما أن كل الأولاد بدون ختان، وبلا سكن أو نفقة أو حتى هوية. أما الطفل علي فأكد أن والده كان في وضع غير طبيعي قبل الحادثة، وطلب منه أن يذهب لسرقة هاتف جوال. وأضاف "رفضت السرقة وعند ذلك انهال علي والدي بالضرب بعصا خشبية، ثم اقتادني للحمام بعد أن شد وثاقي وقام بسلخ فروة رأسي بالسكين، ثم سكب فوق رأسي مادة حارقة تستعمل لتنظيف الحمامات". من جهته، أكد المشرف العام على هيئة حقوق الإنسان بعسير الدكتور هادي اليامي، أن الهيئة رصدت الحالة حال حدوثها وتم التواصل مع كافة الجهات الأمنية والطبية والاجتماعية ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقديم الرعاية الصحية وتقديم الحماية اللازمة للطفل المعنف. وقال اليامي: "إنه تم إيفاد فريق من الهيئة لمتابعة القضية عن كثب ومعرفة كافة ملابساتها ومتابعة تطبيق نظام الحماية من الإيذاء على من يثبت بحقه تهمة التعنيف، سواء الأب أو غيره"، مؤكدا على قيام الهيئة بكافة الإجراءات التي تضمن توفير بيئة مناسبة للطفل وضمان حمايته من العنف، ودراسة وضع الأسرة وأسباب حدوث العنف بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بمنطقة جازان. وزار الوفد أمس الطفل للاطمئنان عليه، وقد تم نقله إلى مستشفى الملك فهد بالتنسيق مع الشؤون الصحية بجازان وسيستمر الوفد بمتابعة القضية حتى صدور التقرير النهائي. وفي ذات السياق أوضح المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في جازان أحمد بن يحيى البهكلي ل"الوطن" أمس، أنه بعدما ثبت لدى فرع الجمعية تعرض الطفل (علي) للعنف الجسدي، زار فريق من الجمعية الطفل، وبعد استماع الفريق لأقوال الطفل وأمه، تم تحرير تقرير وتوصيات عاجلة رفعت إلى الجهات المختصة. وأضاف البهكلى بأن من أهم ما أوصى به التقرير سرعة إحالة الطفل المعنف إلى مركز طبي متقدم للمعالجة، والتوصية باستمرار إيقاف أب الطفل مرتكب التعنيف مع معالجته إن ثبت إدمانه المخدرات والمسكرات، والتوسع في التحقيق معه حول فعله الشنيع وإهماله أبنائه وتشجيعهم على السرقة وعدم الإنفاق عليهم. وكذلك الإسراع بإضافة أبناء هذا المواطن إلى دفتر عائلة والدهم وإكمال حصولهم على السجلات المدنية، وسرعة إجراء عملية الختان للأولاد في مستشفيات وزارة الصحة.