علقت وزارة الداخلية الجرس إزاء تصاعد الخطر الذي باتت تشكله عصابات المخدرات على الداخل السعودي وما تسفر عنه المواجهات الأمنية معها من إصابات في صفوف رجال الأمن، فيما أكد المتحدث الأمني اللواء منصور التركي أن من يتعاملون بتهريب وتجارة المواد المخدرة لا يختلفون عن الإرهابيين، بل ويفوقونهم من ناحية الخطر، إذ أن الأخيرين هم عدو واضح بالنسبة لرجال الأمن، بينما تجار المخدرات يعملون بهدوء وفي جنح الظلام. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن اللواء التركي توعد تلك العصابات وتجار المخدرات بأنهم سيجدون رجال أشداء سيكونون لهم بالمرصاد. يأتي ذلك، في الوقت الذي أعلنت فيه الجهات الأمنية أمس، عن إلقاء القبض على 1197 متهما، أقل من نصفهم يحملون الجنسية السعودية، والبقية يتبعون لجنسيات 35 دولة. ويبلغ عدد السعوديين المتورطين في الضبطيات التي تمت خلال الأشهر الستة الماضية، 456 سعوديا، يليهم اليمنيون بواقع 273، ثم الباكستانيون ب64، فالمصريون ب54، يليهم الإثيوبيون من الناحية العددية ب48 إثيوبيا، ويحل الصوماليون في المرتبة السادسة بواقع 41 شخصا. وأسفرت العمليات التي قادتها الأجهزة الأمنية في تعقب تجار وعصابات المخدرات، عن تسجيل إصابات في الجانبين ومقتل 4 من طرف العصابات الإجرامية. غير أن عدد الإصابات التي تم تسجيلها في صفوف رجال الأمن، جاءت بثمانية أضعاف الإصابات التي لحقت بمروجي المخدرات. وعلى الرغم من ذلك إلا أن اللواء التركي أكد للصحفيين في مؤتمر صحفي، أن الإصابات التي لحقت برجال الأمن جاءت طفيفة ومتوسطة. وأفصح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن تجار المخدرات لا يكتفون في مجابهة رجال الأمن ب"المقاومة المسلحة"، بل إنهم يلجؤون لطرق أخرى، مشيرا في اتصال أجرته معه "الوطن"، إلى أن بعضها يتمثل بصدم رجال الأمن بواسطة السيارات، فضلا عن استخدام أولئك المجرمين للقوة الجسدية وفنون القتال للإفلات من قبضة الأمن، واستعانتهم في أوقات سابقة بكلاب مدربة للهجوم على رجال الأمن. وعن العلاقة المفترضة بين عصابات المخدرات والمنظمات الإرهابية، أكد اللواء التركي أنه لا توجد دلائل حتى الآن لدى جهاز الأمن يثبت تلك العلاقة، فيما لم يلغ احتمالية أن يكون هناك اشتباه ببعض التنظيمات التي قد تصنف لدى البعض بأنها "إرهابية" ولا تصنف كذلك لدى آخرين. وانضم السودان إلى قائمة الدول التي ساعدتها السعودية على التصدي لضبطيات "الإنفيتامين"، إذ تم إحباط 13 مليون حبة، لتنضم بذلك إلى البحرين والإمارات والكويت ولبنان، فيما بلغ مجموع ما تم ضبطه من تلك المادة في كل العمليات التي جرت مع دول شقيقة للمملكة 48 مليون قرص إنفيتامين. أما بالنسبة إلى مادة "الشبو"، التي تم إحباط تهريب ما يزيد على ال6 كيلو جرامات منها، فقال التركي إن هذه الكمية تعتبر أكبر كمية يتم ضبطها منذ ظهورها في قائمة الضبطيات. وشدد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية على الدور المهم الذي يلعبه مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود في الحد من تهريب المخدرات شمال المملكة، مؤكدا أن هناك مشروعا مماثلا تم الشروع فيه بالمنطقة الجنوبية ليؤدي ذات الغرض. وأدت الإجراءات الحكومية والتدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات الأمنية في المملكة على حدودها، إلى سعي عصابات المخدرات لتغيير الوجهات التي كانوا يستهدفون المملكة عبرها. وبرز "البحر"، كما يقول التركي، كأحد الخيارات التي بدأ المهربون يلجؤون إليها لتهريب مادة الحشيش المخدر، سواء كان ذلك على السواحل الغربية أو الشرقية. وتجري السلطات المختصة في المملكة، 900 عملية سنويا لإتلاف المخدرات المضبوطة عبر 56 لجنة مشكلة في جميع مناطق المملكة، إذ أشار اللواء منصور التركي إلى أن معدل الإتلاف اليومي يصل إلى ثلاث عمليات. ولم يستبعد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن يكون تدهور الأوضاع الأمنية في بعض دول الإقليم والجوار قد تسبب في انخفاض تجارة المخدرات عبر الطرق الشمالية، فيما أشار إلى اعتماد العصابات على دول لم يسبق أن تم تهريب المخدرات عبرها إلى المملكة. وتوقع اللواء منصور التركي أن تلجأ عصابات وتجار المخدرات إلى استخدام وسائل مستحدثة ومبتكرة ليتمكنوا من كسر الحصار الذي فرضته السعودية على حدودها، كما حاولوا في وقت سابق بتهريب مخدرات بواسطة الطيران الشراعي. وتحاشى المتحدث الأمني بوزارة الداخلية توجيه أي اتهام لدولة بعينها باستهداف المملكة من خلال تجارة المخدرات، فيما أشار إلى أن دول المنشأة معروفة لدى الأممالمتحدة، مؤكدا أن ما يهم السعودية هو حماية حدودها ضد أية اختراقات.