سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الداخلية": نلاحق المحرضين أيا كانوا ولا نترصد لأحد اللواء التركي: الطب الشرعي "الفيصل" في ادعاءات التعذيب.. ولن ننتظر ضربة سورية حتى ينخفض تهريب المخدرات
جددت وزارة الداخلية أمس، موقفها الرافض لأي عمل تحريضي أيا كان مصدره. ورد المتحدث الأمني بالوزارة اللواء منصور التركي على سؤال ل"الوطن" حول الموقف الأمني من "الخطباء المحرضين"، بالقول "هذا من اختصاص وزارة الشؤون الإسلامية.. ولكن بالمجمل نحن لا نترصد لأحد ونلاحق من تدينهم الأدلة". وأضاف "مخالفة الأنظمة لا علاقة له بمن تكون، إماما أو معلما، أو سائقا، أو طالبا".. جاء ذلك الموقف، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اللواء التركي لتسليط الضوء على نتائج تنفيذ مهام رجال الأمن في مكافحة جرائم تهريب وترويج المخدرات خلال الأشهر ال5 الماضية، والتي شهدت الكميات المضبوطة خلالها من أقراص الإنفيتامين ارتفاعا كبيرا مقارنة بما كانت عليه خلال الأشهر ال4 الأولى من هذا العام. وفيما تحقق السلطات الأمنية في منطقة جازان بشكوى تعرض وفاة مواطن بعد تعرضه للضرب على يد رجال مكافحة المخدرات، علق اللواء التركي على هذه الحادثة بالقول "الطب الشرعي هو الفيصل في ادعاءات التعذيب، كما أن هناك توجيها من أمير المنطقة بالتحقيق في هذه القضية، وبشكل عام فإن رجال الأمن لا يمكن أن يتعاملوا بشيء من القوة إذا لم يكن الموقف يستدعي ذلك"، مجددا التأكيد أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، داعيا إلى عدم الاستعجال في إطلاق الأحكام المسبقة. يأتي ذلك، فيما أعلنت وزارة الداخلية في بيان تفصيلي أمس، عن حملة مكافحة المخدرات التي تمت خلال الأشهر ال5 الماضية. وكشف اللواء التركي في المؤتمر الذي عقده في نادي ضباط قوى الأمن في الرياض، أن الفترة الفائتة شهدت محاولة اختراق للسياج الأمني على الحدود الشمالية ضمن محاولات تهريب المخدرات، كما تم خلالها إحباط تهريب 2 كجم من الكوكايين عبر اثنين من حملة الجنسية النيجيرية. وبلغ عدد من ألقت السلطات الأمنية القبض عليهم خلال محاولة تهريب وترويج المخدرات 991 متهما، بلغت نسبة السعوديين منهم 34%، واليمنيين 20%، والإثيوبيين 5%، فيما توزع البقية على 31 جنسية أخرى عربية وآسيوية وأفريقية. العمليات الأمنية التي أسقطت مروجي الشر، شهدت مقاومة شرسة، طبقا للواء التركي، نجمت عنها إصابة 19 من رجال الأمن، ومقتل وإصابة 14 من مهربي ومروجي المخدرات. وأوضح المتحدث الأمني بالداخلية عن وجود علاقة وثيقة بين مهربي المخدرات وتهريب السلاح. وقال "إن غالبية القطع التي تضبط بحوزتهم عادة ما تكون مهربة". ويرى اللواء التركي أن استعداد جماعات التهريب والترويج بالتزود بالأسلحة عائد لمعرفتهم أن القبض عليهم قد يترتب عليه إيقاع عقوبة مشددة وهي المنصوص عليها شرعا ونظاما لدى الدولة. وشهدت عمليات تهريب أقراص الإنفيتامين إلى المملكة ارتفاعا بمقدار 9 أضعاف خلال الأشهر ال5 الماضية عما كانت عليه في الأشهر الأربعة التي سبقتها. وعلق التركي على ذلك بالقول "يبدو أن المهربين كانوا في بداية العام يختبرون عددا من الطرق والوسائل البديلة لتمرير هذه الكميات إلى المملكة". وأبان اللواء التركي أن وتيرة محاولات تهريب الحشيش المخدر عبر السواحل الغربية وخصوصا قبالة جازان ومكة المكرمة، شهدت ارتفاعا خلال الفترة الماضية. وعن تفسير ذلك، رد المتحدث الأمني على سؤال "الوطن" بقوله "إن عمليات تهريب الحشيش كانت تتركز على الحدود الجنوبية، غير أن المهربين يسعون بين الحين والآخر إلى اختيار بعض الطرق البديلة.. ولكن رجال الأمن أثبتوا جاهزيتهم واستعدادهم في مواجهة المهربين عبر أي طريق يسلكوه". وعما إذا كان ثبت لدى السلطات الأمنية تورط عدد من النساء في عمليات تهريب المخدرات، قال اللواء التركي "من النادر جدا أن تشارك المرأة في التهريب.. عادة ما يستغل النساء والأطفال في نقل المخدرات لتغطية على هذه الجريمة". ولدى سؤال المتحدث الأمني حول توقعاته في حال توجيه ضربة عسكرية لسورية ومدى تأثر عمليات التهريب بها، قال "لا يمكن أن يؤثر ذلك في الحد من عمليات تهريب المخدرات إلى المملكة، بدليل أنها لم تتأثر بما حدث في بعض الدول العربية من اضطرابات، فضلا عن عدم وجود حدود مشتركة بين المملكة وسورية.. ولن ننتظر أن تحدث ضربة لكي نعول عليها في مسألة خفض التهريب". وعن إجمالي المخدرات والأموال وعدد المتورطين في العمليات التي تمت مباشرتها منذ بداية العام وحتى شهر رمضان، قال اللواء التركي، إن عدد المتهمين في مثل هذا النوع من القضايا بلغ منذ بداية العام الحالي 1825 متهما، وبلغت القيمة السوقية للمضبوطات 4 مليارات ريال، وبلغ عدد المبالغ المضبوطة مع تلك الجماعات 52 مليون ريال.