استمرت عناصر حزب الله في اعتداءاتها على اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما في المناطق القريبة من مناطق نفوذ الحزب. كما استمرت الاعتداءات على أهالي عرسال من قبل عصابات الحزب على الطريق الدولي، حيث تم تكسير سياراتهم وسلب أموالهم من دون اتخاذ إجراءات رادعة من القوى الأمنية، فعلى الطريق الدولي، تعرض ركاب حافلة صغيرة تقل بعض مواطني المنطقة إلى الضرب المبرح، إضافة إلى طعن أحد ركابها بسكين في عنقه، حيث أدخل المستشفى في حالة صحية حرجة. في ذات السياق، تعرض عدد من العمال السوريين للضرب على أيدي مجموعات من الشبان في الضاحية الجنوبية ليل أول من أمس، إلى اعتداءات، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم وحالات إغماء. وتهدف تلك الاعتداءات لإجبارهم على مغادرة المنطقة، وذلك ردا على إعدام الجندي عباس مدلج على أيدي مقاتلي "داعش"، بعد أن تم طرد عدد من اللاجئين السوريين من مختلف المناطق اللبنانية ومنها الضاحية الجنوبية وبعض قرى البقاع وجرى إحراق عدد من مخيمات اللاجئين. وعلقت مصادر في المعارضة السورية إلى "الوطن" على تلك الأحداث بقولها "حزب الله ومعه بعض اللبنانيين الموالين لنظام بشار الأسد يخدمون المتطرفين مجاناً، لأنهم يتعاملون مع النازحين السوريين كرهائن لديهم، علماً بأن من اعتدوا عليهم على طريق المطار هم من العمال الذين نظموا لهم عملية الصعود إلى السفارة السورية لانتخاب حليفهم بشار الأسد، واليوم يتعرضون لأي سوري اعتماداً على الهوية، وهم بذلك يقدمون للمتشددين خدمة جليلة، على اعتبار أنه عندما يتم التعرض للسوريين على الهوية، فهذا يعني أن كل السوريين ينتمون لهذا التنظيم المتطرف". وأضافت المصادر أن حزب الله سمح لداعش بالتمدد نتيجة قتاله في الأراضي السورية، كما أسهم في إضعاف الجيش الحر وتقوية التطرف واستجلاب التنظيمات الجهادية والتكفيرية التي يدعي أنه يريد محاربتها، فيما وجوده في سورية يجعلها أقوى وأكثر قدرة على تهديد اللبنانيين في عقر دارهم". في سياق متصل، نظم تكتل الجمعيات الأهلية في عرسال اعتصاماً صامتاً في ساحة البلدة تضامناً مع أهالي العسكريين المخطوفين وللمطالبة بإطلاق سراحهم، شارك فيه العديد من أهالي البلدة. في الشمال، قامت عناصر مخابرات الجيش في زغرتا، بإجراءات في أماكن وجود اللاجئين السوريين، من أجل معرفة أعدادهم والكشف على أوراقهم الثبوتية ومعاملاتهم الإدارية، وذلك لتقنين وجودهم في لبنان. وقد دهمت أماكن عدة في المدينة والجوار، أسفرت عن توقيف 10 سوريين، إضافة إلى سيارة ودراجة نارية، وذلك لاستكمال ملفاتهم بشكل قانوني. وأصدرت عدة بلديات أمس ومنها بلدية الشويفات، بيانات بإجراءات مشددة تحد من حركة اللاجئين السوريين، بينما أنذرت بلدية برج الشمالي في قضاء صور اللاجئين بوجوب إخلاء خيامهم خلال 48 ساعة. ويرى العلامة محمد الحسيني المعارض لسياسات الحزب، أن ما تقوم به بعض عناصر حزب الله من اعتداءات على اللاجئين السوريين يؤدي إلى التطرف، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "نعارض هذه الأعمال وهي أساساً تخالف الشرع، إذ إن السوريين النازحين هربوا من جحيم الفتنة والاقتتال والحرب الضارية في بلدهم، فهم بذلك ضحايا، لا يملكون أن يفعلوا شيئاً، وندعو إخواننا السوريين إلى التحلي بالصبر والحلم والتعامل بمنطق عقلاني بعيداً عن الانفعال والغضب".