بعد أن أكدت مصلحة الجمارك عدم صدور قرار منها حول رفع أسعار التبغ مع بداية العام الهجري الجديد، زاد ذلك التأكيد وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة في تغريدة من خلال حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مبيناً أن التبغ من اختصاص وزارات المالية بدول الخليج. وحول أضراره الصحية، كتب الربيعة عبر حسابه بأن الوزارة تعمل على تنفيذ اشتراطات من شأنها زيادة مواصفات التبغ للحد من أضراره الصحية. وقال الوزير: "الجمارك على التبغ من اختصاص وزارات المالية بدول الخليج. ولكن نعمل على زيادة مواصفاته للحد من أضراره الصحية". جاء ذلك في الوقت الذي تفاوتت فيه آراء المجتمع في المملكة بخصوص نبأ ارتفاع أسعار التبغ ما بين مؤيد ومعارض، حيث نادت شريحة كبيرة منهم بكلمة "نعم" لرفع أسعار التدخين وذلك لمصلحة الجميع لكي لا يتورط الجيل الجديد في الإدمان على التبغ في المقام الأول، ومن الجهة الأخرى لكي يبدأ المدخن في عملية الإقلاع عن التدخين، كون سعر التبغ ب"18" ريالا يعد كبيرا وخصوصا على متوسطي الدخل. بينما عبر فريق المدخنين عن غضبهم حين سماعهم النبأ عبر وسائل الإعلام الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين ل"الوطن" أن ذلك الأمر لن يجبرهم الإقلاع عن التدخين، موضحين أن هناك حلولا كثيرة تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين ولكن ليس بهذه الطريقة. وأوضح ل"الوطن" أحد المقلعين عن التدخين "رفض الإفصاح عن اسمه": "ربما شاهد كل فرد العديد من الصور المفزعة عن آثار التدخين السلبية على الرئتين، ولكن عملية التوقف عن التدخين تحتاج إلى عزيمة قوية ومؤثرات كبيرة ليتمكن الفرد من السيطرة على نفسه والإقلاع عن التدخين بشكل نهائي. ويقول: "كنت في السابق أستمع إلى محاضرات عديدة عن أضرار التدخين، أما الآن فإنني أشاهد العديد من مقاطع الفيديو وبأسلوب توضيحي سلس وبسيط لتوضيح الفرق المخيف بين الرئة السليمة والرئة المدخنة"، مؤكداً أن تلك المقاطع أثرت في نفسه وجعلته يقلع بشكل نهائي عن التدخين. وكشفت تقارير منظمة الصحة العالمية عام 2013 عن أن هناك 6 ملايين مدخن في المملكة، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 ملايين مدخن عام 2020، وأن المملكة تمثل المرتبة الرابعة عالميا بسبب استهلاك ما يزيد على 12 بليون ريال كل عام على السجائر. ولقد أظهرت دراسة حديثة أن التدخين ينتشر في 40% من المجتمع الرجالي و10% من المجتمع النسائي و15% من مجتمع المراهقين، كما أشارت جمعية مكافحة التدخين "نقاء" في منطقة الرياض إلى أن 44% من الأطباء الذكور العاملين مدخنون و17% من الطبيبات مدخنات، كما وصلت نسبة المدخنين بين طلاب المدارس إلى 10% من جملة المدخنين في المملكة.