فتح المخرج علي الشويفعي، ملفات "الهائمون في الشوارع"، بعد إخراجه فيلماً قصيراً لم تتجاوز مدته ال15 دقيقة، حمل عنوان "صفر"، وجسد أدوار الفيلم من خلال شخصيتين يعانيان مرضين نفسيين دون رعاية، ويتجولان في أحياء شعبية "فقيرة"، ذاهبا إلى التأكيد على احتياجهما للاهتمام بعيداً عن سخرية المجتمع، وأنهما بحاجة ماسة لوقوف أسرهما بجانبهما، وعدم تركهما في الشوارع حتى لا يتسببا في إيذاء الآخرين، أو قد يعرضان نفسيهما لمخاطر الشوارع أثناء تنقلاتهما بين السيارات. وقدم الفيلم نصائح للأسر بعدم إهمال أبنائهم المرضى نفسيا أو ممن يعانون من أمراض العقلية يهيمون في الشوارع. وكانت لجنة الفنون المسرحية في فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء "قسم الأفلام"، استضافت أخيراً عرض الفيلم، ضمن أمسية "صانعي الأفلام الشبابية.. المخرج علي الشويفعي"، وأدار الأمسية جعفر بو حليقة. وقال الشويفعي، خلال كلمته في الأمسية، إن الفيلمين من تأليف شقيقه "الأصغر" عباس الشويفعي، وأداء الممثلين عبدالمنعم الغزال، وأحمد آل بن حمضة، ذاكرا أنه وجد صعوبة كبيرة في تحديد المواقع المناسبة لفكرة الفيلم، ووقع الاختيار على مواقع شعبية ومبان آيلة للسقوط. وأوضح أن بدايته كانت في المسرح من خلال التمثيل، ومن اللحظات الأولى لدخوله المسرح، كان دائم النظر نحو الإخراج المسرحي وذلك قبل 18 عاماً، واستفاد كثيراً من المسرحيين علي الغوينم، وإبراهيم الحساوي، وعلي الشهابي، وأسهمت الدورات التدريبية والمهرجانات المتعددة في ثقافته الإخراجية، كما استفاد من المخرج المصري تيسير عبود من خلال مسلسل "شكراً يا"، والمخرج السعودي عبدالخالق الغانم، مؤكداً أن المسرح هو بوابة الفنون الأخرى. وأبان أنه استفاد كثيراً من خلال مشاركته في لجنة تحكيم للأفلام القصيرة في السودان، وتميزت المسابقة بالمشاركة الفاعلة والحماس الكبير من المشاركين، متوقعاً أن الأفلام السودانية قادمة بقوة في المستقبل. بدوره، لفت المخرج السينمائي سعيد الرمضان ل"الوطن" إلى أن الأحساء، فيها العديد من الطاقات الشبابية القادرة على إنتاج أفلام قصيرة، وقد حققت نجاحات ومراكز متقدمة في العديد من المسابقات والمحافل المحلية والدولية، واستطاعوا من خلال قنوات "اليوتيوب" ووسائل التواصل الاجتماعي "الإلكتروني"، إيصال رسائلهم المتنوعة إلى شريحة كبيرة من المجتمع من خلال تلك الأفلام القصيرة التي لا تتجاوز مدة بعضها ال10 دقائق، وأن ذلك الانتشار الواسع للأفلام الشبابية القصيرة من خلال العدد الكبير من المشاهدين، دفع الكثيرين للاستمرار في إنتاج المزيد من الأفلام رغم تكبده خسائر مالية كبيرة، تزيد من فيلم إلى آخر أكثر تطوراً. وأضاف الرمضان أن هناك تقاربا نوعاً ما بين هذه الأفلام القصيرة مع الأفلام السينمائية، من حيث جودة التصوير، والصوتيات، وبعض التقنيات، وإمكانية عرضه على شاشات "كبيرة"، إلا أنها تختلف في مدة الفيلم السينمائي، وبعض المشاهد التي تتطلب إجراءات فنية دقيقة ومتخصصة.