يواجه الأطفال مجهولو الأبوين بالمملكة، عدة معوقات تعترض اندماجهم بالمجتمع بشكل طبيعي، من أبرزها ألقاب هؤلاء الأطفال التي تعتبر إشارة للمجتمع للإحساس بأن هناك خطأ في نسبهم. يأتي ذلك في ظل بلوغ أعداد هذه الفئة 12 ألف طفل مجهول الأبوين، بحسبما أكده مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية محمد العوض. وحول ما أشيع عن تأخير التحاق مجهولي الأبوين بالتعليم، نفى العوض في حديثه إلى "الوطن"، أن يكون مجهولو الأبوين يتعرضون للتأخير في الالتحاق بالتعليم. قائلاً "يتم إلحاقهم كباقي أقرانهم من أفراد المجتمع". من جهتها أوضحت المستشارة الأسرية والتربوية في مركز "عالم بلا مشكلات" والمشرف المساعد على "الجمعية الإلكترونية للأيتام مجهولي الأبوين" الدكتورة سلمى سيبيه في حديثها إلى "الوطن"، أن مجهولي الأبوين لا يجدون تقبلا من المجتمع قائلة "هناك تعاطف كلامي من المجتمع تجاه مجهولي الأبوين، إلا أنهم بحاجة للاندماج مع باقي شرائح المجتمع بشكل أكثر تفاعلاً من ناحية الزواج أو الدراسة". وقالت سيبيه "لو تغيرت أسماؤهم وألقابهم لاندمجوا في المجتمع دون أحساس من حولهم بأصلهم". وأرجعت سيبيه أسباب ازدياد حالات الطلب على الكفالة إلى أمرين أولهما أمر خادم الحرمين الشريفين بصرف 2000 ريال شهرياً لجميع الأطفال مجهولي الأبوين منذ ولادتهم قابلة للارتفاع في حالة دخولهم التعليم، وأن تلك المبالغ تكون تحت صلاحية الكفيل في حالة كفالة الأطفال. وقالت سيبيه "الطمع في الاستيلاء على أموال مجهولي الأبوين من قبل بعض ضعاف النفوس يأتي من ضمن أسباب الزيادة على حالات الكفالة. وفيما يتعلق بإمكانية استخدام الحمض النووي الذي اخترعته عالمة سعودية قبل 3 أشهر والذي يدل على معرفة أهالي الأطفال اللقطاء للجنسين الذكر والأنثى، طالبت سيبيه بتطبيق استخدام الحمض لمعرفة الأبوين المجهولين والحد من تزايد أعداد اللقطاء . ونفت سيبيه علمها بأعداد حالات زواج بعض أفراد المجتمع من فتيات مجهولات الأبوين قائلة "أنا أعلم عن حالة فتاة تزوجت بشخص من أفراد المجتمع وطلقت بعد زواجها بعدة أشهر ورجعت لدار الأيتام مرة أخرى، وأن وزارة الشؤون الاجتماعية وضعت ضمن اشتراطاتها أن يكون المتقدم للزواج بإحدى فتيات الدار غير متزوج وأن يكون وضعه المادي جيداً، وغالباً فئة المجتمع لا تريد الزواج بمجهولة أبوين". وفيما يتعلق بأوضاع مجهولي الأبوين في دور الإيواء، أبانت سيبيه أنهم يعيشون أوضاعا جيدة وأن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف عليهم جيداً. وأوضحت أن أسباب زيادة الأطفال مجهولي الأبوين بالمملكة تعود إلى ضعف الوازع الديني والبرامج التي تدعو للرذيلة وتبثها بعض القنوات الفضائية وزيادة العمالة الوافدة وعدم وجود زوجاتهم معهم، بالإضافة إلى تسلسل أعداد من المهاجرين غير الشرعيين. وذكرت أن العمالة الوافدة تأتي في المرتبة الثالثة ضمن أسباب زيادة أعداد مجهولي الأبوين بالمملكة، وأن القنوات الفضائية تأتي في المرتبة الأولى وأنها عامل مؤثر لتلك المشكلة عبر بثها الأفلام الإباحية، بينما يأتي ضعف الوازع الديني في المرتبة الثانية.