أبدى ائتلاف "متحدون" بزعامة رئيس البرلمان العراقي السابق أسامة النجيفي استعداده لدعم المطالب الشعبية بإحالة المسؤولين الذين وصفهم بأنهم سبب "خراب العراق" إلى القضاء، فيما تتردد أنباء يتداولها الوسط الإعلامي تفيد بأن أحد قضاة المحكمة الجنائية العراقية العليا التي قضت بإنزال عقوبة الإعدام بحق الرئيس السابق صدام حسين، أعد ملفا يتضمن أكثر من خمسين شكوى ضد رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي. وقال القيادي في ائتلاف متحدون مظهر الجنابي ل"الوطن": يجب أن يقدم جميع المسؤولين الذين أدت ممارساتهم إلى خراب العراق واضطراب أوضاعه الأمنية والسياسية للمحاكم لأنهم يقفون وراء كل الأسباب لفشلهم في إدارة البلاد طيلة السنوات الماضية، موضحا أن ممارسات المسؤولين في الحكومة المنتهية ولايتها "تتلخص باعتقال الأبرياء وقتل المعتصمين وقصف المدن بأسلحة محرمة دوليا فضلا عن جرائم انتهاك حقوق الإنسان ومصادرة حرية التعبير واستشراء الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة"، وقال إن ائتلافه يدعم توجه المطالب الشعبية والفعاليات ومنظمات حقوق الإنسان لمقاضاة المسؤولين. وأعلن ناشطون وإعلاميون سعيهم إلى تحريك دعاوى ضد كبار المسؤولين والقادة الأمنيين بتهمة استخدام السلاح في قمع المتظاهرين، واعتقال إعلاميين، فضلا عن اغتيال شخصيات ثقافية من أمثال كامل شياع وهادي المهدي وغيرهما في سنوات سابقة. وفي السياق ذاته يتردد بين الأوساط الإعلامية أن أحد القضاة الذين أبعدوا من المحكمة الجنائية العراقية العليا، أعد "ملفا ضخما ضد المالكي يكفي لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وكان مجلس عشائر الثورة العراقية، فضلا عن خطباء مساجد في محافظة الأنبار ومدينة الفلوجة، ناشدوا المجتمع الدولي دعم مطالبهم في تقديم المالكي لمحكمة لاهاي لارتكابه جرائم ضد أبناء الشعب العراقي"، فيما وصف ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي تلك المطالب بأنها تنطلق من الجماعات الإرهابية ومن يدعمها ويساندها ويقدم لها الدعم المالي لقتل العراقيين. على صعيد آخر، أعلن مجلس محافظة الأنبار أمس موافقة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على مطالب المحافظات الست مقابل دعم اتحاد "القوى الوطنية" الذي يضم ممثلي المكون السني في البرلمان، للحكومة المقبلة. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت في تصريح صحفي إن "قيادات اتحاد القوى الوطنية اجتمعت مع قيادات التحالف الوطني برئاسة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في بغداد، وذلك لتشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ مطالب المحافظات الست المنتفضة". مضيفا أن "العبادي وافق على جميع مطالب المحافظات مقابل موافقة اتحاد القوى الوطنية في البرلمان على تشكيل حكومته الجديدة ودعمها". والمحافظات الست المنتفضة، هي الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى فضلا عن مناطق من بغداد، شهدت منذ عام 2012 تظاهرات شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون، للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء وإجراء إصلاحات سياسية تضمن مشاركة ممثلي المكونات العراقية في صنع القرار. إلى ذلك عقد مجلس النواب العراقي جلسته الثامنة أمس برئاسة سليم الجبوري وحضور 208 نواب، وتضمن جدول أعماله التصويت على قرار منع جميع التصرفات العقارية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة واستضافة وزيري التعليم العالي والبحث العلمي، وحقوق الإنسان لمناقشة الإجراءات الرسمية لحل مشاكل ومساعدة النازحين والمهجرين. وعلى صعيد تشكيل الحكومة الجديدة ذكرت صحيفة الصباح شبه الرسمية في عددها الصدر أمس أن رئيس الحكومة العراقية المكلف حيدر العبادي، سيقدم الاثنين المقبل تشكيلة حكومته إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري، ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل سيزور بغداد الأسبوع المقبل للقاء المسؤولين العراقيين وكبار القادة السياسيين، من بينهم رئيس الوزراء المكلف لبحث الأوضاع الأمنية والعلاقات المشتركة بين البلدين. ميدانيا، شنت الطائرات الأميركية عددا من الغارات الجوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في محيط سد الموصل بشمال العراق، فيما قالت الشرطة ومصادر طبية إن تسعة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب 38 آخرون عندما انفجرت سيارة ملغومة في حي الطالبية في بغداد أول من أمس، وألحق الانفجار أيضا أضرارا بمطعم وعدد من السيارات. كما قُتل أربعة شرط عراقيين وجرح خمسة آخرون بهجوم مسلح استهدف رتلا أمنيًا في مدينة الرمادي غرب العراق بينما قتل عشرة من عناصر تنظيم "داعش" في كمين بمدينة كركوك أمس. وأفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار أن مسلحين مجهولين هاجموا صباح أمس رتلاً مشتركاً للشرطة والصحوة لدى مروره في حي البكر غرب الرمادي، مما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر الشرطة وإصابة خمسة آخرين بينهم عناصر صحوة بجروح. من جانب آخر, أفاد مصدر أمني بمحافظة كركوك بأن عشرة من عناصر تنظيم "داعش" قتلوا بكمين استهدف سيارتين تابعتين للتنظيم جنوب غرب المحافظة.