حثت مصر السلطات الأميركية أمس على التحلي بضبط النفس في تعاملها مع احتجاجات مدينة فيرجسون بولاية ميزوري. وأشارت وزارة الخارجية المصرية إلى أنها "تتابع عن كثب تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات في مدينة فيرجسون الأميركية" نتيجة مقتل الشاب الأميركي الأسود مايكل براون على يد شرطي أبيض في التاسع من أغسطس الجاري. إلى ذلك، حذر عدد من الخبراء المصريين من تنامي ظاهرة "التنظيمات التكفيرية العابرة للحدود"، مؤكدين أن مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ل"أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خليفة للمسلمين، تعكس بوضوح تنامي تلك الظاهرة خاصة وأن المبايعة جاءت على الرغم من الخلافات بين القاعدة وداعش ورفض كثير من قيادات القاعدة الاعتراف بالبغدادي على اعتبار أن هذه المبايعة تعد بمثابة كتابة فصل النهاية لتنظيم "القاعدة". ويقول، الخبير العسكرى، اللواء حمدى بخيت، إن هذه التنظيمات مثل القاعدة وداعش "مأجورة لصالح أجهزة استخبارات عالمية، واتجهت تلك التنظيمات اليوم نحو ما يعرف باسم التنظيمات العابرة للحدود، حيث انضم الظواهرى لتنظيم "داعش" فيما يكون القيادي الإخواني محمود عزت تنظيماً آخر باسم الراية يضم "داعش" وأنصار الشريعة وجبهة النصرة، لتتحول العملية إلى تجارة تنفق عليها أجهزة استخبارات، والمبايعة ليست جديدة، بعد ضعف تنظيم القاعدة، وسعيه إلى الاستقواء بتنظيم داعش لتوجيه ضربات أقوى". وقال وكيل جهاز المخابرات العامة السابق اللواء ثروت جودة، إن "تنظيم القاعدة انتهى منذ زمن ولم يعد سوى اسم لبعض القيادات، أما كوادر القاعدة فأصبحت غير موجودة، وقصة المبايعة تعد أمراً إعلامياً أكثر من كونها مبايعة تنفيذية على الأرض، لكن هذا لا يعني في الوقت ذاته أنه يجب على الأجهزة الأمنية توجيه ضربات قوية لتلك التنظيمات والتي تسعى وبقوة لأن تكون تنظيمات عابرة للحدود مستغلة في ذلك نموذج داعش وما قام به في سورية والعراق". وقال القيادي الجهادي السابق، نبيل نعيم، إن "إعلان الظواهري مبايعته لداعش يؤكد فشله واستجابة لأوامر مخابرات أجنبية، ففي السابق كان يرفض الانضمام لداعش على أساس أنها مستحدثة، ووفقا لفقه القاعدة والجماعات الجهادية تكون الولاية للجماعة الأقدم وهى تنظيم القاعدة، لكن المبايعة تعني انتصار داعش وإفلاس القاعدة، والمتوقع أن يرفض بعض الأعضاء من القاعدة هذه المبايعة، فبعد قطع الدعم عن القاعدة، كان على الظواهري مبايعة البغدادي". بدوره، حذر مستشار مفتي الديار المصرية، الدكتور إبراهيم نجم، من خطورة نقل الفكر التكفيري ال"داعشي"، وذلك رداً على بيان منسوب للتنظيم بتبنيه تنفيذ عمليات إرهابية في مصر، مضيفاً أن "بعض الجماعات والتيارات المتشددة في مصر وخارجها تعمل لتهيئة البيئة الداخلية لتكون بيئة حاضنة لفكر داعش التكفيري عبر بث سمومهم بين فئات المجتمع المصري وخاصة الشباب. في غضون ذلك، أعلن الجيش المصري أمس مقتل اثنين من "العناصر التكفيرية" في اشتباكات دارت بينهم وبين قوات الأمن في جنوب منطقة رفح بشمال سيناء. وأضاف الجيش، في بيان له، إن "التكفيريين قتلوا في الاشتباكات التي دارت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، والتي أسفرت أيضاً عن اعتقال 7 آخرين من العناصر التكفيرية، وأنه تم إحالتهم للجهات الأمنية للتحقيق"، مضيفاً أن "ثلاثة أطفال أصيبوا نتيجة انفجار جسم غريب بقرية المطلة بمنطقة رفح، وأن الأطفال كانوا يلهون أمام منزلهم عندما انفجر الجسم الغريب".