فيما أعلنت وزارة الصحة أمس عن سلبية نتائج حالة الاشتباه بإصابة المتوفى إبراهيم الزهراني بفيروس إيبولا، علمت "الوطن" أن إدارة مطار الملك عبدالعزيز بجدة تعتزم إعادة تشغيل الكاميرات الحرارية لرصد حالات إيبولا، بدءا من الشهر المقبل بهدف منع دخول حالات مصابة بالفيروس إلى المملكة من المسافرين القادمين من الدول الواقعة في غرب أفريقيا، إضافة إلى الحجاج الذين من المتوقع وصولهم إلى أراضي المملكة من 46 دولة أفريقية. يأتي ذلك في الوقت الذي وجهت فيه وزارة الصحة جميع مديريات الشؤون الصحية بعدم الإدلاء بتصريحات إعلامية عن حالات الاشتباه دون تنسيق، مشددة على تنظيم التصريحات عن طريق الناطق الرسمي لها. علمت "الوطن" أمس أن المسؤولين في مطار الملك عبدالعزيز بجدة يدرسون إمكانية تشغيل الكاميرات الحرارية لرصد أي حالات مصابة بفيروس "إيبولا" القاتل، في وقت وجهت فيه وزارة الصحة الخميس الماضي جميع مديرياتها بالمملكة بعدم الإفصاح للجهات الإعلامية عن الفيروس أو الإعلان عن أي حالات مشتبه في إصابتها دون التنسيق معها. وأكدت مصادر مطلعة ل"الوطن" وجود اجتماعات يومية لمسؤولين صحيين وأطباء وخبراء من منظمة الصحة العالمية لدراسة إمكانية تشغيل الكاميرات الحرارية في المطار لمراقبة الحالة الصحة للمسافرين القادمين من الدول الواقعة في غرب أفريقيا كإجراء وقائي احترازي لمنع دخول الفيروس إلى المملكة. وقال المصدر: "قد يتم تشغيل الكاميرات في صالات الوصول للقادمين من الخارج وصالات الحجاج مع بداية الشهر المقبل لاقتراب توافد رحلات الحجاج بعد أن حصلت 46 دولة أفريقية على تصاريح الحج هذا العام، وهم من الحجاج الذين يحرصون على السفر إلى المملكة منذ وقت مبكر". وأكد أن الكاميرات الحرارية ترصد درجات الحرارة للأشخاص القادمين، وبالتالي تساهم في اكتشاف الحالات الحاملة للفيروس، علما بأن هذه الكاميرات موجودة في المطار منذ تفشي حالات أنفلونزا الخنازير وتم تشغيلها في تلك الأيام، ومنذ ذلك الوقت لم تستخدم. وفي سياق متصل، دعا المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن أحمد خوجة إلى عقد اجتماع طارئ في مقر المكتب التنفيذي بالرياض يوم الأربعاء المقبل يضم المسؤولين الوقائيين وضباط الاتصال للوائح الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، لدراسة ومناقشة آخر التطورات العالمية لوبائيات مرض إيبولا، وتبادل الخبرات الخليجية والإقليمية والدولية للإجراءات الاحترازية والجاهزية والرصد والاستجابة لأي طارئ. وكانت وزارة الصحة قد أرسلت خطابا إلى مديرياتها في المملكة طلبت فيه التواصل معها عند اكتشاف أي حالة مشتبه في إصابتها، وذلك لتقنين الإدلاء بالتصاريح وتسمية المتحدث الرسمي للوزارة للإبلاغ عن الحالات المصابة عند اكتشافها، في حين لا تزال المديريات تجهل التعامل مع الحالات المصابة لعدم وجود تعليمات مباشرة من الوزارة والاكتفاء بالعزل وتشخيص الحالات المصابة عن ظهور أعراض فيروس "إيبولا". وأوضحت مصادر صحية ل"الوطن" أن الوزارة أبلغت جميع مديريات الشؤون الصحية بعدم الإدلاء بتصاريح للجهات الإعلامية، وبينت في خطابها تنظيم التصريحات عن طريق الناطق الرسمي لوزارة الصحة والتواصل عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بالوزارة عند الاشتباه في أي حالة. وأشارت المصادر إلى أن الوزارة لم تبلغ المديريات عن التدابير وإجراءات التعامل مع أي حالات من هذا النوع، واكتفت فقط بالتحذير من الإدلاء بأي تصريحات صحفية حول الفيروس، معللة ذلك بعدم رغبتها في تكرار الأخطاء التي حدثت إبان انتشار فيروس "كورونا"، حيث اضطرت الوزارة في ذلك الوقت إلى الإبلاغ عن الحالات المصابة والوفيات بصفة مستمرة من خلال موقعها على الإنترنت. وقالت المصادر إن المصاب بإيبولا يطبق عليه العزل المعياري، وهو العزل في الأقسام الخاصة مثل ما حدث مع المصابين بفيروس "كورونا"، ولكن لكل حالة عزل خاص ولا يمكن دمج الحالتين في غرفة واحدة، مؤكدا أن المريض بإيبولا يمكنه نقل العدوى للمصابين بكورونا والعكس. وكان المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أوضح الثلاثاء الماضي أن حالة الاشتباه التي أعلنت عنها الوزارة لا تدعو إلى القلق، ولكن سرعان ما أعلن الفريق الطبي المعالج وفاة المريض المشتبه بإصابته بالفيروس صباح الأربعاء السادس من أغسطس. وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن فيروس إيبولا يمثل حالة صحية دولية طارئة وإن هذا الفيروس الذي أودى بحياة نحو 1000 شخص يمكن أن ينتشر لأشهر.