لم يخالف مستوى مباراة السوبر السعودي بين النصر والشباب توقعات كثير من المحليين، حيث أثر المخزون اللياقي على تحركات اللاعبين منذ بعد منتصف الشوط الثاني، واقتنع اللاعبون بالذهاب إلى الركلات الترجيحية لعجزهم عن مقاومة الإرهاق البدني الذي أجبر المدربين، الإسباني راؤول كانيدا من جانب النصر، والبرتغالي خوسيه مورايس من جانب الشباب، على إحداث تبديلات لم تتعلق بتغيير في طريقة اللعب أو في الجوانب التكتيكية، بقدر ما كان الهدف منها تنشيط منطقة المناورة بدخول لاعب وإخراج آخر. شوط برتم عال وبدا أن رغبة التسجيل المبكر من طرفي مباراة السوبر أدت إلى فتح المساحات والاندفاع للشق الهجومي، ما أوقع اللاعبين في هفوات دفاعية نتج عنها تهديد المرميين بعدد من الكرات الانفرادية التي لم تستغل، كما كان الحال في كرة مهاجم النصر البرازيلي ماركوس، ومواطنه في الشباب روجيريو اللذين كانا على مقربة من هز الشباك لو تعاملا بدقة مع الكرتين. هذا الانفلات التكتيكي الباكر مكن النصر من الوصول لشباك وليد عبدالله من رأسية محمد السهلاوي بمجرد مرور 13 دقيقة، لكن الرد كان سريعا من نايف هزازي بعد 7 دقائق فقط، ما يعطي دلائل على أن البداية السريعة كانت مؤثرة على خطي الدفاع اللذين فشلا في التصدي لعدد من التوغلات، سواء من العمق أو من أطراف الملعب. وتعد أحداث الشوط الأول مفاجأة لمن يعي خطورة الدخول في مباراة حاسمة في أول الموسم، فلا اللياقة مثالية، ولا الانسجام مثالي. إثارة شوط الإثارة والندية وسرعة اللعب التي كانت عليها ال45 دقيقة في الشوط الأول تسببت في الظهور غير المثالي فيما تبقى من المباراة، حيث كثرت الأخطاء وتزايدت الالتحامات بين اللاعبين، وأبقت المدربين في حيرة حول كيفية تدخلهما في التبديلات، وما الحاجة الأهم من منظورهما هل التنشيط أم تغيير التكتيك. ففي الشباب أخرج موراليس مهاجمه نايف هزازي والقائد أحمد عطيف، وفي الجهة المقابلة قام كانيدا بإخراج السهلاوي وماركوس، وكل التغييرات تعلقت بتنشيط منطقتي الوسط والهجوم، ولكن دون جدوى فنية تستحق الإشارة إلى أهمية هذه التغييرات. المخزون اللياقي ووضحت تأثيرات المخزون اللياقي على لاعبي النصر مع انطلاق الأشواط الإضافية حينما فرض لاعبوه سيطرتهم الميدانية، وكانوا أكثر جرأة من فريق الشباب حتى بعد استبعاد إبراهيم غالب بالبطاقة الحمراء 97 إلا أن الفريق ظل محافظاً على توازنه إلى آخر ثواني المباراة، ولم يمنح لاعبي المنافس أي مساحة في وسط الملعب لخلق فرص مرتدة، بل كاد يحيى الشهري أن يهز شباك وليد عبدالله إلا أن الأخير أجاد في ردة فعله مع تسديدة الشهري الانفرادية، وأبقى النتيجة متعادلة في هجمة كادت أن تكون نقطة تحول كبرى في المباراة. ركلات "الحظ" وصول الفريقين إلى ركلات الترجيح جاء عن قناعة بعد أن عانى أغلبية اللاعبين من إرهاق المباراة، وكثر السقوط نتيجة التقلصات العضلية نتيجة فقدان اللاعبين للمخزون اللياقي، خصوصاً وأن هذه المباراة تأتي مع آخر مرحلة إعداد الفرق. وبوجود حارسين لهما حضور مميز خلال المباراة كان وليد عبدالله في الموعد واستطاع التصدي لركلتي جزاء في مقابل تصدي عبدالله العنزي لركلة واحدة. حضور أول "مقنع" الأداء المهاري والجماعي في أول ظهور رسمي من قبل البولندي أدريان في النصر والبرازيلي روجيرو يعد مطمئنا لمسيري الناديين، حيث اجتهد الاثنان في وضع بصمة لهما خلال مجريات هذه المباراة، رغم اختلاف الواجبات بينهما، خصوصا وأن أدريان كشف عن خطوره قادمة في تسديداته المباغتة، وكذلك التمريرات البينية، ومع روجيرو وضحت المهارة الفردية والسرعة التي يتمتع بها ما يجعلهما من المرشحين لتقديم أفضل العطاءات في المسابقات السعودية مع أول تجربة لهما في الملاعب السعودية.