صمد وقف إطلاق النار لليوم الثالث بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وسط أنباء عن محاولات تمديده لأيام أخرى. وفي الوقت ذاته، تستمر المفاوضات الجارية بين الجانبين بوساطة مصرية وتأييد دولي في القاهرة، في محاولة للوصول إلى اتفاق يُغلق دائرة القتال الذي يتجدد كل عدة أعوام، ويترك قطاع غزة في حالة شديدة من التدمير. وقالت إسرائيل إنها مستعدة لتمديد الهدنة التي بدأت الثلاثاء، وتنتهي الجمعة (8 أغسطس 2014)، في حين قال القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، إنه ليس هناك اتفاق على تمديد الهدنة. بحسب "رويترز". وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه يساند الجهود المصرية للتوسط في وقف مستمر لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، داعيًا في الوقت ذاته إلى حل طويل الأجل يتيح الأمن لإسرائيل، ويقدم لسكان غزة الأمل بأنهم لن يبقوا "معزولين عن العالم". وأعرب أوباما في نهاية القمة الأمريكية الإفريقية في واشنطن عن أمله في أن يجري تمديد الهدنة بعد انتهائها، الجمعة. ويخوض المفاوضون الفلسطينيون الذين تُساندهم الدبلوماسية المصرية معركة لتثبيت الحد الأعلى من المطالب، فيما تدور ترجيحات عن إمكانية تقسيم الاتفاق إلى مراحل، بحيث يتم أولا تثبيت التهدئة وإدارة المعابر، ثم القضايا الشائكة ذات الطابع الاستراتيجي، وأولاها فتح الميناء البحري للقطاع، والسماح بفتح مطار غزة المدمَّر، وفتح طريق يربط الضفة بالقطاع، وفق ما نقلته صحيفة "البيان" الإماراتية عن مصادر بالمفاوضات لم تسمِّها. وأضافت أن هذه المطالب تُواجَه برفض قاطع من الاحتلال الإسرائيلي الذي يشترط أيضًا أن يكون الإسمنت الذي سيتم استخدامه في إعادة إعمار غزة رهينة لديه. ومثل هذه المطبّات الكبيرة تدفع بالطرفين إلى إبقاء أيديهم على الزناد خلال التفاوض. وذكر مصدر من داخل أروقة المفاوضات أن الوفد الإسرائيلي الذي يتواجد في القاهرة منذ قرابة ثلاثة أيام، يتفاوض مع الجانب الفلسطيني عبر الوسيط المصري الذي قام بعرض ورقة المطالب الفلسطينية الموحدة. ومن اللافت أن الموفد الأمريكي للمفاوضات لم يلتقِ ولا مرة وفدي حماس أو الجهاد. من جانبه، قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء: "يجب ألا ندخر وسعًا في أن نحول الهدوء الحالي إلى وقف دائم لإطلاق النار يعالج المسائل غير الظاهرة". وفي هذا الاتجاه، دعا الفصائل الفلسطينية إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، ومنع تهريب السلاح، في حين طالب إسرائيل بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وما وصفها بالإجراءات المشددة التي تفرضها مصر على منطقة الحدود مع القطاع، على أن تعود غزة ضمن حكومة فلسطينية واحدة تقبل الالتزامات الدولية بشأن اتفاق السلام الذي أبرمته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل. وقال روبرت سري، مبعوث الأممالمتحدة للسلام في الشرق الأوسط، إن وجود وفد فلسطيني موحد في القاهرة في المحادثات التي تُجرَى بوساطة مصرية تطور مشجع تتولى بموجبه السلطة الفلسطينية مسؤولية غزة. وقال سري أمام الجمعية العامة من خلال دائرة تلفزيونية من القاهرة: "سيكون أمرًا يدعو للسخرية وانعدام المسؤولية إذا انتهت بنا نتائج المحادثات مرة أخرى إلى الوضع الراهن السابق". ويقول مسؤولون في غزة إن الحرب أودت بحياة 1867 فلسطينيًّا، معظمهم مدنيون، وتقول إسرائيل إن 64 من جنودها قُتلوا إلى جانب 3 مدنيين منذ اندلاع القتال في 8 يوليو الماضي.