بدت الأوضاع الميدانية الخاصة بمعارك الجيش اليمني وتنظيم القاعدة الإرهابي في وادي وصحراء حضرموت (شرق اليمن) أمس، في حال كر وفر، حيث شهدت مدينة سيئون سلسلة هجمات شنها عناصر التنظيم استهدفت مواقع أمنية وعسكرية باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، تخللها اشتباكات مسلحة بين الجانبين أسفرت عن مقتل جنديين وثمانية إرهابيين وإصابة آخرين من الجانبين. وتعرض عدد من المقرات الحكومية والأهلية والعسكرية في مدينة القطن لهجمات مماثلة، في محاولة من عناصر التنظيم للاستيلاء على المدينة، قابلها تحركات عسكرية كبيرة للسيطرة على الوضع والقضاء على الإرهابيين، لتدور بين الجنود والمهاجمين مواجهات مسلحة سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، دون وجود إحصائية دقيقة حول عددهم نتيجة استمرار المواجهات بشكل متقطع الأمر الذي أعاق المعنيين من القيام بحصر الخسائر البشرية والمادية. وتأتي الهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة عقب إعلان وزارة الدفاع اليمنية إسقاط ما سمي "إمارة القطن"، من يد الإرهابيين ومقتل حوالي ثمانية عشر عنصراً وإصابة آخرين منهم، أول من أمس، وتأكيدات مصادر عسكرية بإلقاء قوات الجيش القبض على نجلي الزعيم القبلي المعروف بتأييده للجماعات الجهادية طارق الفضلي، هما جلال وعلي. وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الأولى ل"الوطن": "إن مجموعة مسلحة إرهابية باغتت مواقع قيادة المنطقة العسكرية الأولى وقوات الأمن الخاصة والأمن العام وشرطة النجدة الواقعة في حي القرن مدينة سيئون مركز وادي وصحراء حضرموت، بسلسلة هجمات إرهابية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والمتوسطة والعبوات الناسفة، كما كان يحمل بعض المهاجمين أحزمة ناسفة، تمكن خلالها المهاجمون من اقتحام بعض المواقع أعقبها اشتباكات عنيفة بين الجنود والإرهابيين قُتل فيها جنديان أحدهما من الجيش والآخر من قوات الأمن الخاصة وثمانية من عناصر التنظيم داخل المواقع الأمنية والعسكرية". وأضاف المصدر العسكري ذاته، أن مجموعة مسلحة تابعة للجماعة ذاتها هاجمت مقرات السلطة المحلية وبنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك)، وبنك اليمن الدولي، والبنك الأهلي اليمني، وموقع عسكري لقوات الجيش والأمن الخاصة، وإحدى المحاكم في مدينة القطن، وفي بادئ الأمر استطاع المهاجمون الاستيلاء على عدد من المقرات والعبث بمحتوياتها ونهبها وإحراقها، لتدور بعدها معارك عنيفة بين عناصر التنظيم والتعزيزات العسكرية التي تحركت صوب المدينة للتصدي للإرهابيين، أدت إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من الجنود والعناصر الإرهابية لم يعرف عددهم بدقة.