سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان..مقتل 10 جنود في اشتباكات "عرسال" مصادر ل"الوطن": "حزب الله يبحث عن نصر وهمي ليعوض خسائره في القلمون مجلس الوزراء يجتمع اليوم لبحث التطورات الأمنية الخطيرة بالبلاد
استمرت أمس الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش اللبناني ومسلحين سوريين من جبهة النصرة عند أطراف عرسال لجهة وادي رعيان، استخدمت خلالها القذائف والرشاشات الثقيلة، وارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش إلى 10 جنود علاوة على فقدان 13 جنديا آخرون، فيما قتل 11 مسلحا على الأقل، خلال المواجهات التي اندلعت أول من أمس. وأفرج المسلحون عن جنديين تم احتجازهما في وقت سابق مساء أول من أمس، في حين سعت قوات الجيش للإفراج عن 16 فردا من قوات الأمن الداخلي تم احتجازهم لدى مسلحي "النصرة"، الذين طالبوا بدورهم بالإفراج عن السوري عماد جمعة القيادي بجبهة النصرة الذي أوقفه الأمن اللبناني والذي تردد أنه مسؤول لواء فجر الإسلام وكان ينوي القيام بعملية إرهابية ضد الجيش اللبناني. كما حاول الجيش اللبناني استعادة نقطة عسكرية سيطر عليها المسلحون، علما بأنه استعاد بالفعل نقطتين في وقت سابق. في غضون ذلك، قرر مجلس الوزراء اللبناني الانعقاد اليوم الإثنين لبحث التطورات الأمنية الخطيرة في عرسال، في وقت رفع فيه الجيش اللبناني وتيرة جهوزيته في كل المناطق اللبنانية. وأفيد عن توقيف الجيش لسبعة مسلحين في المنطقة الشرقية لعرسال، وتمكنه من تحرير جندي كان قد حوصر أول من أمس، في منطقة المصيدة التي تمت استعادتها، بينما أشار أهالي من المنطقة إلى وصول نحو 10 راجمات صواريخ لحزب الله إلى تخوم عرسال. وتعهد الجيش في بيان ب"رد حاسم"، لمنع "نقل المعركة" من سورية إلى الأراضي اللبنانية، مؤكدا أنه "لن يسكت عن محاولات المسلحين الغرباء عن أرضنا وتحويل بلدنا ساحة للإجرام وعمليات الإرهاب والخطف والقتل". وشهدت بلدة عرسال أمس حركة نزوح لأهاليها، إثر دخول المسلحين السوريين من جبهة النصرة وعصابات "داعش" إلى داخلها وحصول اشتباكات مع الجيش اللبناني في محيط مركزة قرب المهنية الرسمية، فيما طالب الأهالي بهدنة إنسانية لإخراج الجرحى. وقالت مصادر ل"الوطن" إن "حزب الله يبحث عن نصر وهمي في عرسال من خلال استدراج عناصر "داعش" إلى الحدود وإشعال الجبهة الشرقية، عله يسكت الأصوات التي بدأت تعترض على المذبحة الدائرة بحق عناصره في القلمون والغوطة منذ انسحاب الميليشيات العراقية من سورية". وكان الائتلاف الوطني السوري أصدر بيانا دان فيه الهجوم الذي نفذته مجموعة مسلحة على عناصر من الجيش اللبناني في منطقة عرسال. وأكد على ضرورة احترام سيادة الدولة اللبنانية واستقلالها واستقرارها، معتبرا أن مشاركة حزب الله في الصراع بسورية "خلقت حالة من الفوضى على الحدود اللبنانية السورية أغرت البعض بالسعي إلى انتهاك سيادة لبنان وزعزعة أمنه واستقراره". وفي صيدا، ضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا حول بلدة عبرا، حيث أقام حواجز ثابتة ومتنقلة، كما انتشر في محيط مسجد بلال بن رباح. كما أقفل الجيش كل منافذ مخيم عين الحلوة، وعمل على تفتيش السيارات بدقة، كما قام بزيادة عناصره عند حاجز مدخل حي الطوارئ في تعمير عين الحلوة، حيث تتواجد مجموعات تكفيرية مسلحة. وفي طرابلس ساد التوتر المدينة، وسمعت أصوات طلقات نارية، وكانت المدينة شهدت، منذ الواحدة من فجر أمس وحتى السادسة صباحاً تقريباً، اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين ملثمين استعملت خلالها الأسلحة المتوسطة والخفيفة. وتخوفت مصادر طرابلسية من اتجاه الأمور في المدينة نحو التصعيد بعد التوتر، فيما رأى الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن هناك مناخا في البلد يؤشر إلى أن معركة القلمون هي معركة يستدرج فيها "حزب الله" الجيش اللبناني، كما فعل في معركة عبرا. وقال: "موقفنا الأساسي أن الجيش غال وثمين لدرجة لا تسمح لأحد أن يغامر فيه".