واصلت القوات المصرية أمس حربها على التكفيريين في سيناء، فيما كشفت تقارير أمنية عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر أوامره بتوجيه ضربات استباقية غير اعتيادية عقب "عيد الفطر" إلى كل بؤر الإرهاب الموجودة في البلاد، واعتماد استراتيجية جديدة تتضمن تعديلات في كل خطط الإرهاب، والاستعانة بخطة جديدة تسمى ب"خطة اصطياد اليمامة"، وهي خطة لتجفيف منابع الإرهاب، إضافة إلى القبض على القيادات الكبرى التي تمول الإرهاب، وتعتمد الخطة في المقام الأول على منع وصول التمويل لعناصر الإرهاب في الداخل، بجانب مراقبة الأجهزة الأمنية للبنوك لمنع وصول الأموال إلى داخل البلاد. وقالت التقارير: "إن الأجهزة الاستخباراتية المختلفة أطلعت الرئيس السيسي على خط سير التحقيقات اليومية في حادث الفرافرة الذي أودى بحياة 22 ضابطا وجنديا، وأشارت إلى تورط أكثر من جهة في هذه العملية الإرهابية التي كان هدفها زعزعة استقرار البلاد، مشيرة إلى أن السيسي طالب بضرورة تكثيف العمليات الأمنية ضد العناصر الإرهابية، خاصة عقب توافر معلومات تفيد بتعاون عناصر إرهابية من الخارج و الداخل، للتخطيط لإرهاب المواطنين خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى نقل عملياتهم الإرهابية إلى عدة محافظات أخرى". وأضافت التقارير أن "هناك استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب بإنشاء وحدة متخصصة في جمع المعلومات بالتعاون بين ضباط الأمن الوطني والأمن العام والمخابرات الحربية، وستكون الوحدة مسؤولة عن جمع المعلومات عن الخلايا الإرهابية المتشعبة، إضافة إلى أن هذه الوحدة ستكون مسؤولة عن التنسيق مع الدول الخارجية في ملف مكافحة الإرهاب، وستقوم الوحدة بتقديم كل المعلومات الأمنية لأجهزة الدولة، ومهمتها الأساسية ستكون توفير كل ما يلزم لمواجهة الإرهاب، كما سيتم إنشاء وحدة جديدة لمكافحة الإرهاب الخارجي، وسيتم إرسال ضباطها عقب اختيارهم إلى روسيا والصين وعدد من الدول الخارجية للحصول على عدد من الدورات التدريبية، وسيتم تزويدهم بأحدث المعدات والأجهزة". في غضون ذلك، أشارت تقارير أمنية أمس إلى مقتل 25 تكفيرياً إثر عمليات القصف الجوي لأهداف خاصة بالتكفيريين بشمال سيناء لليوم الثاني على التوالي، وتم قتل 11 تكفيرياً، حيث تم قصف سيارة فيرنا بها 3 تكفيريين ومنزل به متفجرات جنوب الشيخ زويد بالعريش، ليرتفع إجمالي عدد التكفيريين الذين قتلوا منذ بداية الحملة إلى 37 تكفيرياً، حيث تم قتل 12 تكفيريا في الحملة العسكرية الأولي و14 عنصراً في الحملة الثانية و11 في الحملة الجوية الثالثة. وارتفع عدد القتلى والمصابين جراء سقوط قذيفة هاون على أحد المنازل جنوب الشيخ زويد ورفح إلى 10 أشخاص من أسرة واحدة. من ناحية ثانية، حذرت وزارة الخارجية المصرية أمس المصريين من التوجه إلى ليبيا، مشددة علي ضرورة أن يتحرك المتواجدون في طرابلس إلى الحدود التونسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي: "إن هناك تنسيقاً مع السلطات الليبية لسرعة فحص ونقل جثامين العاملين المصريين من طرابلس إلى القاهرة، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد ما إذا كان استهداف العاملين المصريين في ليبيا عشوائياً أم متعمداً، وأن هناك اتصالات مع الجانب الليبي للتأكد مما إذا كان الحادث عابراً أم متعمداً"، على حد تعبيره. وكان رئيس الجالية المصرية في ليبيا علاء حضورة، قد أكد مقتل 23 عاملا مصريا، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، إثر سقوط صاروخ جراد على مسكنهم بإحدى المزارع بمنطقة الكريمية بالعاصمة طرابلس، ما أدى لمقتلهم جميعاً.