دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، الزعماء السياسيين أمس إلى عدم التشبث بمناصبهم في إشارة على ما يبدو إلى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يرفض مطالب بالتنحي. وأكد السيستاني في خطبة الجمعة أمس التي أقيمت في محافظة كربلاء وتلاها ممثل المرجعية الدينية عبد المهدي الكربلائي، أنه يتعين على الزعماء السياسيين التحلي بالمرونة حتي يمكن كسر الجمود السياسي وحتى يتمكن العراق من تشكيل حكومة وطنية ومواجهة متشددين مسلحين. وقال الكربلائي، إن "نجاح مجلس النواب في تجاوز محطتين وهما اختيار هيئة رئاسة وانتخاب رئيس للجمهورية وخلال فترة زمنية مقبولة، يمثل خطوة مهمة في الحراك السياسي المطلوب".وأضاف أنه "لا بد من اكتمال ذلك بتشكيل الحكومة خلال فترة زمنية لا تتجاوز المدة التي حددها الدستور"، مبيناً أنه يجب أن تحظى تلك الحكومة بقبول وطني واسع حتى تتمتع بالقدرة على تجاوز المرحلة الراهنة ومعالجة الأخطاء السابقة، وتكون الحكومة الجديدة ملامة في جمع الصف الوطني ودرء خطر التقسيم والانفصال"، لافتاً إلى أن "حساسية حكومة هذه المرحلة تحتم التحلي بروح المسؤولية وعدم التشبث بالمواقع والمناصب والتعامل بمرونة وواقعية وتقديم مصالح البلد على بعض المكاسب السياسية والشخصية". وكان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، أكد في الرابع من الشهر الجاري أنه لن يتنازل "أبدا" عن الترشح لمنصب رئيس الحكومة لولاية ثالثة على التوالي، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية المتصاعدة التي يتعرض لها.واستنكر الكربلائي ما تعرض له المسيحيون في مدينة الموصل على أيدي تنظيم "داعش" من تهجير وانتهاكات ومصادرة للأموال والممتلكات، داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة مساعدة العراق في مواجهته "الإرهاب". وطالب وزارة الداخلية بضرورة منع بعض المجاميع المسلحة في الاعتداء على بعض المكونات في البلاد متخذين من الأزمة الأمنية الحالية غطاءً لهم ولأفعالهم. ودعا أيضا الجهات المعنية إلى توفير العناية اللازمة للعائلات النازحة من مناطق التوتر، وإلى ضرورة أن توثق المنظمات الدولية جرائم "الإرهاب" في العراق. أمنيا وبقضاء الفلوجة، أفاد مصدر أمني بانفجار سيارة مفخخة استهدفت محطة وقود، وسقوط قذائف هاون على المنطقة التي شهدت الانفجار. وقال المقدم في الشرطة العراقية عبد الستار الجميلي ل"الوطن، إن "سيارة مفخخة انفجرت في محطة وقود ناحية العامرية، جنوبي الفلوجة، أعقبه سقوط قذائف هاون على نفس المنطقة أسفر عن مقتل وإصابة 10 أشخاص "لافتا إلى أن "مجاميع مسلحة حاولت التقدم باتجاه ناحية عامرية الفلوجة، واشتبكت مع قوات الشرطة المسنودة من قوات الصحوات"، وأضاف أن "المسلحين لم يتمكنوا من السيطرة بسبب المقاومة الشرسة من الشرطة والصحوات". من جهة أخرى، ناحية العامرية لسيطرة قوات الشرطة والصحوات، ويعاني سكانها من انقطاع التيار الكهربائي والماء، علما أن عشرات الآلاف من النازحين من قضاء الفلوجة وفدوا إلى الناحية.