قتل وأُصيب العشرات من المدنيين في سلسلة هجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة طاولت 5 محافظات عراقية، فيما اعتبرت «لجنة الامن والدفاع» النيابية ان الحكومة والبرلمان لا يعتمدان أي معالجات لوقف مثل هذه الهجمات، وتوقعت استمرارها «الى ان تكتمل جاهزية القوات الامنية ويتم انشاء جهاز استخبارات فعال». ولم تتمكن الاجراءات التي أعلنتها الحكومة من احباط الهجمات بالسيارات المفخخة، اذ شهدت مناطق غرب العراق ووسطه وشماله هجمات مسلحة منسقة خلال اليومين الماضيين. ففي بغداد اقدم انتحاري على تفجير سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش للشرطة الاتحادية في حي العامل غربي العاصمة، ولم تقدم السلطات العراقية أي رقم للضحايا. وتنفذ قيادة عمليات بغداد منذ عيد الاضحى الماضي اجراءات مشددة عند مداخل العاصمة والمناطق الغربيةوالجنوبية ذات الغالبية السنّية. وابلغت مصادر امنية وشهود «الحياة « ان «مناطق الغزالية وابو غريب والرضوانية والاسكندرية واللطيفية تشهد انتشاراً امنياً غير مسبوق منذ العام 2008»، مؤكدة ان «القوات الامنية نفذت حملات دهم وتفتيش واعتقالات واسعة في هذه المناطق». وفي محافظة بابل قتل وأُصيب نحو 30 شخصاً بتفجير سيارة مفخخة في مدينة الحلة (نحو 100 كلم جنوب بغداد). واعلنت قيادة الشرطة ان «سيارة مفخخة كانت مركونة بالقرب من محطة وقود صفي الدين الحلي وسط مدينة الحلة، انفجرت صباحاً متسببة بمقتل 8 اشخاص واصابة اكثر من 20 آخرين». وفي محافظة صلاح الدين، اعلنت الشرطة انفجار سيارة مفخخة في قضاء الشرقاط شمالي المحافظة، من دون اعطاء اي حصيلة للضحايا. وكانت وسائل اعلام محلية كشفت عن توجيه رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته «قائداً عاما للقوات المسلحة»، كتاباً الى وزارات الداخلية والدفاع والصحة و»قيادة عمليات بغداد» يحذرها فيه من اعطاء حصيلة ضحايا الانفجارات او اي عمليات مسلحة. بدورها كشفت شرطة الانبار عن «مقتل احد قيادات الصحوة واصابة ابنه، اثر تفجير منزله الواقع بمنطقة البو حاتم جنوب الفلوجة، بعدد من العبوات الناسفة». واشارت الى ان «القوات الامنية نفذت عملية دهم وتفتيش بحثاً عن منفذي التفجير». كما شهدت المدينة امس قصفاً بقذائف الهاون على منطقة عامرية الفلوجة من قبل مسلحين يعتقد انهم من «دولة العراق الاسلامية» الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة». وكان انفجار سيارة مفخخة الاربعاء في عامرية الفلوجة تسبب في قتل واصابة 7 من عناصر الشرطة. اما في الموصل (395 كلم شمال بغداد) فكان الاستهداف هذه المرة من نصيب الاقلية الايزيدية، اذ تسبب انفجار سيارتين مفخختين بصورة متعاقبة في ناحية بعشيقة ذات الغالبية الايزيدية في مقتل واصابة 26 شخصا. من جانبها رجحت «لجنة الامن والدفاع النيابية» ان «تستمر هذه الهجمات ويستمر تنظيم القاعدة في النمو الى ان تصل القوات الامنية الى الجاهزية الكاملة». ونفى عضو اللجنة النائب حسن جهاد في تصريح الى «الحياة» وجود «اي خطط او معالجات حقيقية لدى الحكومة او البرلمان لوقف مثل هذه الهجمات». واضاف ان «اجراءات رد الفعل التي تتخذها الحكومة لا ترتقي الى طبيعة المعركة مع القاعدة الذي طور كثيراً من اساليبه وامكاناته القتالية، لذلك فانها لن تتمكن من وقف هجماته على المدنيين». واعتبر ان «الجهود والتدابير التي تتخذها الاجهزة الامنية غير فعالة وليس لها اي اثر، ولا يمكن وقف التدهور حتى تكتمل جاهزية القوات الامنية من حيث العدة والعدد والتدريب والخطط «، مشيراً الى ان «جهاز الاستخبارات في العراق ضعيف لانه بلا قانون وبلا غطاء معنوي او مادي اذ لا يمتلك هذا الجهاز اي موازنة خاصة حتى الان».