فؤاد بخش من الفنانين الأوائل الذين أسهموا في نشأة وتطور الدراما السعودية، اشتهر من خلال العديد من الأعمالة الدرامية التي ما زالت عالقة في أذهان الجمهور، ومنها "أصابع الزمن"، و"ليلة هروب" و"شوق الرهف". يحمل بخش العديد من الذكريات عن شهر رمضان المبارك، حيث يتذكر رفقاء الدرب الذين غيبهم الموت، أو لازمهم المرض، ويرى أن الدعاء لهم واجب. قال بخش أنه قرر الابتعاد عن الساحة الفنية نهائيا نظرا لظروفه الصحية، وأبدى عتبه على هيئة الإذاعة والتلفزيون التي كانت على حد قوله السبب في اختفاء الدراما السعودية الخالصة، واستبدالها بمسلسلات أجنبية، مما جعل الفنان السعودي يتوجه للعمل في دول مجاورة، وعدّ ذلك سببا رئيسيا في عدم ظهور مواهب فنية جديدة. في بيته بمدينة أبها حيث اختار صيام بعض أيام الشهر المبارك في ربوع المدينة الحالمة، كان لنا معه هذا الحوار. كيف استقبلت رمضان، وما أبرز الذكريات التي تحملها عن هذا الشهر الكريم؟ رمضان شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، عندما يحل تعود معه الذكريات الجميلة، وخاصة أيام الطفولة، حيث كنت ألعب مع أبناء الجيران في منزلنا القديم بمكة المكرمة، وأذهب مع والدي لصلاة التراويح في الحرم المكي.. كلها ذكريات لا تنسى. من تحرص أن يشاركك مائدة الإفطار؟ بكل تأكيد، عائلتي الكريمة، وأبنائي، وأحفادي هم أكثر من أحرص أن يكونوا موجودين معي على مائدة الإفطار. ما أهم طقوسك في شهر رمضان؟ أحرص مع أول يوم يحل فيه شهر الخير على تهنئة الأهل، والأقارب، والأصدقاء، كما أن أداء صلاة التراويح مع الجماعة من العبادات التي أحرص عليها، وكذلك زيارة المرضى، وقراءة القرآن الكريم. أين أنت اليوم من الساحة الفنية؟ أنا بعيد عن الساحة تماما، وذلك بعد أن قررت ذلك، نظرا لظروفي الصحية التي لم تعد تساعدني على تقديم الجديد، كما أرى أنني قدمت ما فيه الكفاية، وجاء الوقت الذي نستريح فيه، ونترك الفرصة للشباب، لأن لكل جيل رجاله. كيف ترى الدراما السعودية اليوم؟ الدراما لم تعد كما كانت في السابق، من حيث التقنيات المستخدمة، وتهيئة بيئة العمل المناسبة، وكذلك وجود الحافز المادي للفنان، فاليوم تطور الفن، وأصبح صناعة تدر الملايين، ولكن للأسف ومع كل هذا لم نعد نشاهد أعمالا درامية سعودية قوية كما كانت في الماضي. هل أزمة الدراما السعودية في النص أم في الدور؟ تكمن الأزمة في السياسة التي يتبعها التلفزيون، فقد غيب الأعمال الدرامية السعودية، ولم يعد يقدم الدعم للممثلين الشباب من خلال إعطائهم المساحة الكافية في تقديم أعمال جديدة، واعتمد في السنوات الأخيرة على الأعمال المستوردة الجاهزة، والتي كانت السبب في فقدان التلفزيون السعودي هويته. هل نعاني في المملكة من شح المواهب التمثيلية؟ أبدا هنالك شباب قادر على تقديم الفن للمشاهد متى ما أتيحت له الفرصة، وأكبر دليل على ذلك الإبداع الذي أظهره البعض منهم عندما شاركوا في أعمال فنية خليجية. بما أننا في الشهر الرحمة والمغفرة، من هم الأشخاص الذين تتذكرهم وتدعو لهم؟ أدعو لجميع من يعرفني بالخير والبركة، وقبول العمل، كما أتذكر بعض زملاء المهنة ممن كانوا معنا يوما وغيبهم الموت، ومنهم الفنانون بكر الشدي، وهاني السعدي، ومحمد العلي، والدعاء لهم واجب علينا، ووفاء لهم، فنسأل الله لهم في هذا الشهر المغفرة والرحمة، كما أدعو بالشفاء العاجل للفنان القدير حسن دردير صاحب القلب الأبيض، والابتسامة الصادقة. ما هو البرنامج الذي تحرص على متابعته في رمضان؟ حاليا لا يوجد برنامج أحرص على متابعته، وأما قديما فقد كنت أحرص كثيرا بعد مائدة الإفطار على مشاهدة مسلسل "طاش ما طاش" الذي يقدمه الثنائي الرائع ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وأتمنى أن يعودا كفريق واحد كما عرفناهما دائما. ما هو الصنف الذي تحرص على وجوده على مائدة أفطارك؟ الشوربة، والسمبوسة، وبكل تأكيد "سيد المائدة" الفول. كلمة أخيرة.. أشكر جريدة "الوطن" على هذه الاستضافة، وأتمنى أن أكون ضيفا خفيفا على قرائها الأعزاء.