إننا في زمن تشهد فيه المنطقة العربية تصادمات وتجاذبات، في خضمها ظهرت أحزاب وجماعات، فرقت شمل الأمة العربية في كثير من الدول، وذلك كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة لما سمي ب"الربيع العربي"، وبالمناسبة أظن أن من أطلق هذا الاسم يعلم مسبقا أنه "الجحيم العربي". على أي حال، الشعب العربي اكتوى بجحيم ما حدث؛ حتى صارت أخبار القتل وقصص المشردين تنهال علينا آناء الليل وأطراف النهار، وفي ظل هذه الفوضى الهدامة، اندست الأيدي الخارجية؛ لتلعب لعبتها من خلال توجيه بعض الفئات ودعمها خدمة لمخططات الأعداء، وهدما لمقدرات الشعوب، وكي نتبين جوهر الأحزاب والميليشيات المسلحة التي تتدثر بثوب الدين، وطفقت تتكاثر؛ دعونا نتأمل حقيقة أنها توجه خطابها العدائي وقتلاها ضد أبناء جلدتها من العرب، وفي المقابل لم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل العدو المغتصب، وإن فعلت اتضح بعد حين أن فعلها لكسب التأييد ليس غير. أيها الأخوة السعوديون، نحن في وطن الخير، ننعم بالأمن والأمان، في كنف قيادة حكيمة، جعلت بلادنا ترتقي وتتقدم في غضون عقود، فقط تخيلوا المملكة في بداياتها، ثم انظروا إلى ما وصلت إليه اليوم، إنه إنجاز عظيم يفخر به كل مواطن. لنتأمل ما قدمته السعودية للمسلمين عامة، وما بذلته من جهود في سبيل تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ثم لنعرج على التعليم ونرى كيف وصلت المدارس إلى القرى والهجر، وكيف انتشرت الجامعات في مختلف المناطق والمدن، إضافة إلى ابتعاث آلاف الطلاب والطالبات لأرقى الجامعات في شرق العالم وغربه. وفيما يخص الصحة، هناك مدن طبية ومستشفيات ومراكز رعاية أولية أقيمت لتقديم الخدمة لجميع المواطنين، ولتسهيل حركة السفر تم ربط المدن بطرق سريعة تختصر المسافة والوقت، ومن أجل دعم الاقتصاد ونموه اتجهت الدولة لاستحداث المدن الصناعية لجذب الاستثمارات المحلية والعالمية. إن الإنجازات أكثر من أن تحصى، وما ذكرته غيض من فيض. ما أروم الوصل إليه، أن هذه المقدرات والمنجزات أمانة في أعناقنا جميعا، وعلى هذه الأرض عاش أجدادنا، وها نحن ننعم بالأمن والرخاء من بعدهم، فلنعمل جاهدين على استمرارية هذه النعم للأجيال اللاحقة، وذلك من خلال التكاتف مع قيادة خادم الحرمين الشريفين، فهناك من يصيدون في الماء العكر، ويدسون السم في العسل، من خلال الإعلام ومواقع التواصل، عملا بمبدأ "في زخرف القول تزيين لباطله.. والحق قد يعتريه سوء تعبير". لكن، كما أن محاولاتهم السابقة باءت بالفشل، بلا شك محاولاتهم الآنية والمستقبلية محكوم عليها بنفس المصير؛ وذلك لأن أبناء الوطن يعلمون يقينا أنهم يستمدون قوتهم من الله، ثم من انتمائهم للوطن الذي هو بيت الجميع، وحتما رفعته وشموخه مكسب لمن يتفيؤون ظلاله.