اتخذت وزارة الشؤون الإسلامية تدابير صارمة لحماية المساجد من استغلال بعض العناصر المشبوهة، أو تلك المتعاطفة مع "القاعدة" لها في فترة الاعتكاف، التي ستبدأ من ليلة العشرين من رمضان. ويأتي هذا التحوط في وقت تخيم فيه الهواجس من استغلال البعض لتلك الفترة، لا سيما وسط الأحداث الملتهبة التي تحيط بالمنطقة، وبعد أقل من شهرين من الإطاحة ب62 شخصا خططوا لإعادة إحياء تنظيم القاعدة بالمملكة. وفي المدينةالمنورة، توعد مدير فرع الشؤون الإسلامية الدكتور محمد الأمين الخطري، بعض مساجدها ب"العقوبات" إثر اتخاذها قرارا بتأخير صلاة الظهر، تطبيقا لسنة "الإبراد"، دون العودة في مثل هذا القرار إلى الجهة المسؤولة. فيما بدأ العد العكسي لانطلاقة أيام الاعتكاف في شهر رمضان المبارك، التي تقع في فترة الأيام العشرة الأخيرة، تخيم الهواجس من احتمالية استغلال تلك الشعيرة من قبل بعض العناصر المحسوبة على "القاعدة" لأغراض التخفي عن العين الأمنية أو عقد اجتماعات مشبوهة في بعض دور العبادة. وتمر فترة الاعتكاف لهذه السنة، وسط ظروف إقليمية معقدة، وفي أعقاب كشف السلطات السعودية في مايو الماضي، مخططا لتنظيم "القاعدة" يسعى إلى إعادة إحياء التنظيم، وإلقائها القبض على 62 شخصا، وهو ما يرفع من مخاوف احتمالية استغلال بعض الخلايا النائمة ل"القاعدة" للمساجد، لا سيما وأن 44 متورطا في مخطط إعادة إحياء التنظيم مايزالون متوارين عن الأنظار. وأبلغت "الوطن" مصادر مطلعة، أن وزارة الشؤون الإسلامية تأخذ في الحسبان كل التطورات المتلاحقة التي تمر بها المنطقة، وأدت إلى صعود التيارات المتطرفة على السطح، مشددة على اتخاذ تدابير لازمة لتأمين المساجد ودور العبادة من أية اختراقات للقاعدة. وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها وزارة الشؤون الإسلامية إلى فرض إجراءات حازمة للراغبين في الاعتكاف بالمساجد، إذ فرضت منذ عدة سنوات اشتراطات تتعلق بالتثبت من الهوية، وخلاف ذلك من الأشياء التي تساعدها للتأكد من نظامية المعتكفين وسلامة أوضاعهم. ولم تخف المصادر وجود تنسيق بين وزارة الشؤون الإسلامية والسلطات الأمنية المختصة للتبليغ عن أي حالة اشتباه في قوائم المعتكفين ممن قد ترصد عليهم ملاحظات أمنية. وأشارت المصادر إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية وفروعها تفرض متابعة مستمرة على المساجد، وتأمل ألا يحدث ما يعكر صفو شعيرة الاعتكاف، وأن تتم بالوجه الشرعي المطلوب، فيما شددت على أن أي مخالفة يتم رصدها تعالج على نحو فوري. يشار إلى أن استغلال "القاعدة" للمساجد ودور العبادة أمر ليس بالجديد، إذ سبق لمجموعة متطرفة تتبع للتنظيم، أن تحصنت في أحد المساجد خلال مواجهتها في منطقة الجوف، فيما تم استغلال أكثر من مسجد في العاصمة الرياض، واستغلال ملحقاته لتخزين بعض الأدوات التي تساعد في العمليات الإرهابية.