في وقت نفت فيه المديرية العامة للمياه بمنطقة عسير وجود أزمة للمياه في محافظة خميس مشيط، رصدت "الوطن" خلال جولة ميدانية أمس، وجود العشرات من المواطنين داخل صالات صرف كروت مياه التحلية بمحطتي توزيع المياه الرئيسية بخميس مشيط والرونة، ولم يقف الأمر عند ذلك إذ يمتد وقت تسجيل الاسم أو الحصول على رقم لفترة تمتد إلى نحو 12 ساعة، وربما تنتهي بالفشل لعدم وجود كروت جديدة. وشهدت محطة التوزيع الرئيسية بالمحافظة خلال ال4 أيام الماضية تجمع العشرات للحصول على رقم انتظار، فيما يعود البعض فور مشاهدتهم الزحام مع أبواب الصالة، وفي حال حصول البعض على كرت ماء تبدأ مرحلة البحث عن الصهريج الخاص. أما محطة التوزيع بالرونة المجاورة للقاعدة الجوية بالمحافظة فكان الحال أسوأ مما هو عليه في الأولى، إذ كشفت جولة الصحيفة ظهر أمس وجود موظف واحد فقط في صالة توزيع الأرقام، يقابله عشرات من المواطنين في انتظار توزيع الأرقام للحصول على صهريج ماء، كما تقمصت "الوطن" دور الباحث عن صهريج ماء، وتجولت بين صهاريج المياه التي يقودها مقيمون، حيث رفض الجميع أي صفقة غير نظامية وبدون الحصول على كرت، مؤكدين أن هناك "كاميرات" تلاحقهم وتسجل مخالفتهم، إلا أن بعض الصهاريج التي يقودها بعض الشباب السعوديين أبدوا استعدادهم بتوفير الطلبات من خلال سوق سوداء بأسعار مضاعفة. وتتركز أغلب الشكاوى في المحطة على رفض سائقي الصهاريج الخروج مع من يمتلكون كروتا بحجة بعد المسافة أو عدم الاتفاق على السعر، بينما آخرون يشتكون من طول انتظارهم وحاجتهم للماء، وآخرون بتسليم سائق الصهريج الكرت دون الوصول له. وأوضح المواطن محمد الشهراني، أنه استطاع الحصول على كرت من المحطة عند السادسة صباح أمس، وما زال ينتظر وصوله للمنزل حتى فترة المغرب، مطالبا مديرية المياه بالتدخل وحل معاناتهم وعدم تبرير المشكلة التي يستطيع أي زائر لمحطتي التوزيع بالمحافظة مشاهدتها من خلال طوابير المواطنين. في السياق ذاته، استغل سائقو صهاريج الماء المعبأة من "الآبار" الأزمة، ورفعوا الأسعار إلى نحو 40%، بحجة الزحام وغلاء التعبأة، وأصبح سعر بيع صهريج الماء سعة 9 أطنان ب120 ريالا بدلا من سعره الحقيقي البالغ 70 ريالا، فيما بلغ سعر الصهريج سعة 16 طنا 280 ريالا بدلاً عن سعره السابق ب140 ريالا. من جهته، أكد مدير إدارة المياه المكلف تركي بن أحمد بن مفرح في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن إمدادات المياه في خميس مشيط جيدة، ولا يوجد نقص يبرر الزحام الحاصل، مبينا أن نظام الحجز الإلكتروني للصهاريج جاهز وتم استخدامه قبل نحو 6 سنوات حينما كانت هناك أزمة للمياه واستخدم كذلك في فترة الصيف، لافتا إلى أن استخدامه سابقا كان لوجود معاناة حقيقية تتركز في نقص الإمدادات بعكس الفترة الحالية. يذكر أن المديرية العامة للمياه بمنطقة عسير أصدرت بياناً صحفياً قبل أيام، تضمن تأكيدها بأنه لم يحدث إغلاق لشبكات المياه بل إنها تعمل وفق كميات المياه المتوفرة، مؤكدة أنها لا تعلم كيف يتحول طلب متزايد على المياه لعدة عوامل إلى تداول مفردة أزمة مما يسهم في نشر الشائعات وتوجه البعض - حتى من تتوفر لديه مياه في الوقت الحالي - للسباق على صهاريج المياه من منطلق أن هناك تخوفا من أزمة مياه تعصف بالمنطقة. وأوضحت المديرية أنه استجد في اليومين الفائتين نقص في كمية المياه التي تصل للمنطقة من قبل المؤسسة العامة لتحلية المياه للمنطقة نتيجة عطل خارج عن إرادة المؤسسة، وبالتالي فالمديرية تؤدي الدور المناط بها وهو توزيع المياه المحلاة القادمة من محطات الشقيق ووفق آلية العمل الموسمية، مشيرة إلى أن هذا النقص لا يمكن تجاوز تأثيره الطفيف ما لم يتقاطع مع وعي المواطن وإدراكه بأن هذه الأعطال الطارئة تحدث بين وقت وآخر لعوامل جوية أو فنية.