اتهم الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، "دعاة الفتنة" ببناء مجدهم وثرواتهم على حساب السذج من أبناء الوطن، مؤكدا أنهم ينفذون مخططات الأعداء بفتاوى مضللة تخرجهم من الملة. وقال آل الشيخ مخاطبا منسوبي هيئة الأمر بالمعروف في المدينةالمنورة أمس: "لم تعد قضيتنا مقتصرة في ملاحقة المحال التجارية التي تعمل أثناء الصلاة، أو تعديل سلوك من لم تتقيد بلباسها المحتشم، ولكن القضية الجديدة لمنسوبي الهيئات أكبر وأهم من ذلك، وتتمثل في محاربة الأفكار المتطرفة والقضاء عليها" . أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن عمل أعضاء الهيئات لا يقتصر على تقويم ومحاربة الجوانب الأخلاقية في المجتمع، فهم مطالبون أيضا بتصحيح الجوانب الفكرية والاعتقادية، والتصدي لما يحملون أفكار الجماعات الإرهابية والتكفيرية ولو بالقوة (بالتبليغ عنهم). وقال آل الشيخ خلال لقائه التوجيهي بمنسوبي هيئة الأمر بالمعروف بالمدينة الذي عقد أمس في فندق المريديان بالمدينةالمنورة: يجب على العاملين في جهاز الهيئة أن يحصنوا أنفسهم بالعلم الشرعي، ويحرصوا على أخذه من العلماء المعتبرين الموثوق بهم، ليكونوا مؤهلين لحماية أنفسهم وقادرين على التصدي لأصحاب الأفكار الشاذة ممن تبنوا أفكار غيرهم ليتحولوا لأعداء للدين والوطن. وقال موجهاً حديثه لأعضاء الهيئات إن اللوث الفكري حول عددا من شباب الوطن إلى وحوش يدينون الله ويتقربون له بقتل رجال الأمن ويجعلونه من أعظم القربات، ويختارون له شرف الزمان لتنفيذ مخططاتهم، مشيراً إلى حادث الاعتداء الغاشم الذي تعرض له رجال أمن في شرورة من عدد من أبناء هذا الوطن الذين سممت أفكارهم واختاروا شهر رمضان ويوم الجمعة لتقديم قرابينهم، كما يزعمون، بقتل المرابطين بالثغور وهم صائمون. واتهم آل الشيخ من سماهم ب"دعاة الفتنة والضلال" ببناء مجدهم وثرواتهم على حساب السذج من أبناء هذا الوطن، مشيراً إلى أن من دعاة الفتنة من ينفذ مخططات الأعداء مقابل عرض الدنيا، ويفتون من قصر فهمهم بفتاوى مضللة تخرجهم من الملة ومصيرهم إلى جهنم وبئس المصير. وطالب أعضاء الهيئات بالتصدي لكل من يلحظون به نزعة عداء للمسلمين، مبيناً أن مؤشرات انتهاج هذا الفكر الضال تبدأ بالطعن في نزاهة العلماء، والتركيز على انتقاد ولاة الأمر وكل ما يصدر عنهم من قرارات، ومحاولتهم الحثيثة لخلق فجوة بين الراعي والرعية بالتشكيك في كل قرارات الحاكم وانتقادها، بهدف زرع البغض والعداء، وتحويل هذا البلد إلى مستنقع آسن للأفكار الشاذة. وقال في حديثه لأعضاء الهيئة: لم تعد قضيتنا تقتصر على ملاحقة المحال التجارية التي تعمل أثناء الصلاة أو محاولة تعديل سلوك من لم تتقيد بلباسها المحتشم، وأن قضيتهم الجديدة أكبر وأهم من ذلك وهي محاربة الأفكار المتطرفة والقضاء عليها، وهو المهمة الأعظم على رجال الحسبة اليوم. وأوضح آل الشيخ في رده على أحد الإعلاميين، أن هناك جهات تعادي رئيس الهيئات ب"ذاته"، وتعمل جاهدة للنيل منه، مرجعا أسباب هذه العداوة إلى أن أعمال الهيئات أفقدت بعض المخالفين للشرع وأنظمة الدولة مكتسباتهم، التي كانوا يجنون منها أرباحاً بمخالفة الشرع، فتصدت لهم الهيئات بأعمالها الميدانية مما أورث في صدورهم بغض الهيئات، مشيرا أن هناك أناسا وجهات يستهدفون الهيئات ورئيسها بالاصطياد في الماء العكر والتضليل بقصد تشويه عمل الهيئات والنيل من رئيسها. ونفى آل الشيخ أن يكون للهيئات أو رئيسها حساب في مواقع التواصل الاجتماعي، مفيداً بأن ما يصدر عنهم بشكل رسمي هو ما ينشر عبر بوابتها في الشبكة العالمية أو ما يصرح به متحدثها الرسمي. وحول عمل المرأة في الهيئة، قال آل الشيخ: ننتظر أن نمنح أرقاما ووظائف من المالية حتى نزيد أعداد العاملات في الهيئة. وحث آل الشيخ العاملين في جهاز الهيئة على أن يقوموا بدورهم في مكافحة الأفكار المنحرفة بالإرشاد وإقامة الحجة على كل من يرون أن الأفكار المشبوهة بدت تتسلل له، ومنعه ولو بالقوة من خلال إبلاغ الجهات الأمنية عن المتطرفين لمنع شرهم عن المسلمين. وأكد أن من نفذ جريمة شرورة ضد رجال الأمن الذين يقومون بواجبهم لحماية الثغور هم مجموعة من البسطاء المتهورين والمندفعين الذين نفذوا فتاوى عملاء يتقاضون أجوراً على تلك الفتاوى المضللة من أعداء الأمة.