تزايدت حدة المعارك بين قوات الجيش اليمني، المسنودة برجال قبائل، وجماعة الحوثي وحلفائه في مختلف المناطق المحيطة بمدينة عمران، شمالي العاصمة صنعاء، خاصة بعد أن كثف الطيران الحربي طلعاته لقصف مواقع الحوثيين على أطراف المدينة، وإرسال وزارة الدفاع تعزيزات عسكرية جديدة لمواجهة الموقف المتدهور هناك، في وقت ارتفعت فيه المطالبات بوقف المواجهات الدامية في عمران، التي تحولت إلى مدينة أشباح، بعد أن فر أهلها بسبب حدة المعارك في المدينة. وأوضحت مصادر محلية في عمران أن الطيران العسكري نفذ عدة غارات جوية مستهدفة مواقع لمسلحي الحوثي على مداخل مدينة عمران، فيما قامت قوات الجيش بقصف مواقع مسلحي الحوثي في بني ميمون والمناطق المجاورة لها والواقعة جنوب مدينة عمران. وكانت تعزيزات عسكرية بالمئات من الضباط والجنود وصلت لدعم القوات الحكومية بالقرب من جبل ضين وعشرات الدبابات والآليات العسكرية انتشرت في مواقع قريبة من المواجهات، حيث دارت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين الحوثيين وحملة عسكرية ضمن تعزيزات أرسلها الجيش إلى اللواء 310 الذي يقاتل المسلحين الحوثيين. وكانت حملة عسكرية تعرضت مساء أول من أمس لكمين في منطقة جدر شمال صنعاء، وأكدت مصادر محلية أن الكمين استهدف ناقلة دبابات كانت في طريقها إلى عمران، ما دفع الحملة العسكرية إلى العودة باتجاه جولة عمران بصنعاء. وكانت لجنة الوساطة الرئاسية الموكلة بإنهاء مظاهر التوتر ووقف الحرب الدائرة في محافظة عمران والمناطق المحيطة بها قد دعت أطراف الصراع إلى ضبط النفس ووقف التدهور الأمني وعدم الاعتداء على مؤسسات ومنشآت الدولة الرسمية والمواطنين الأبرياء في مدينة عمران، بعد احتدام المعارك بين المسلحين الحوثيين ومسلحي الإخوان المسنودين من اللواء 310 مدرع الذي تتهم قبائل عمران بعض قياداته بالولاء للإخوان المسلمين. واعتبرت اللجنة الرئاسية "أي تجاوز أو محاولات لاستهداف المدينة أو ترويع أهلها خطا أحمرا لا يمكن السكوت عنه"، وشددت على "الالتزام بما تم التوقيع عليه من اتفاقيات بما يحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". وكان محافظ عمران محمد صالح شملان أكد تفاقم الوضع الأمني المتدهور في المحافظة نتيجة اشتداد المعارك في مدينة عمران والتي كانت أول من أمس مسرحا لمواجهات عنيفة، وقال المحافظ شملان إن الجانبين استخدما المدفعية والقذائف الصاروخية، وأمل المحافظ شملان في وقف سريع للمواجهات وحقن الدم اليمني. من جانبه، نفى الحزب الاشتراكي اليمني صحة ما نشر عن مشاركة مقاتلين من الحزب مع المسلحين الحوثيين ضد مواقع الجيش في عمران، وذلك ردا على تقرير نشره موقع قناة "بي بي سي". واستنكر مصدر في الاشتراكي إقحام الحزب في مثل هكذا أخبار في موقع يفترض أن يكون مهنيا، معتمدا على معلومات دقيقة وصادقة في تغطياته للأحداث، "مشيرا إلى أن نشر خبر غير صحيح بهذه الصورة يسيئ إلى الحزب، من خلال تشويه مواقفه الرافضة دوما للنزاعات المسلحة من قبل أي طرف كان".