في تطور لافت اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 6 يهوديين للاشتباه فيهم بقتل الفتى الشهيد محمد حسين أبو خضير، الذي اختطفه مستوطنون إسرائيليون فجر الأربعاء الماضي، من أمام منزله في شعفاط في القدسالشرقية، ومن ثم عمدوا إلى إحراقه حيا؛ مما أدى إلى استشهاده. وفرضت الشرطة الإسرائيلية تعتيما على عملية التحقيق الجارية في الجريمة، التي أصرت إسرائيل بداية على أنها جنائية، لولا إصرار والد الشهيد، وتقديمه شريط فيديو من كاميرا مثبتة في المنطقة، أثبتت قيام مستوطنين إسرائيليين باختطافه من أمام منزله، ودفعه بالقوة إلى سيارة انطلقت سريعا من المنطقة. كما شاهد شبان فلسطينيون عملية الاختطاف، فيما تقول مصادر محلية أنهم تمكنوا من التعرف على الخاطفين. وأدت عملية الاختطاف والقتل البشعة إلى اشتباكات واسعة بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مدينة القدس على مدى 4 أيام ماضية، فيما انتقلت المواجهات ليل أول من أمس، إلى القرى والمدن الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، خاصة الناصرة وأم الفحم. وفي هذا الصدد، فقد أعلن رئيس هيئة العمليات في الشرطة الإسرائيلية اهارون اكسول أنه "تم نشر نحو عشرة آلاف رجل شرطة في مختلف أنحاء البلاد؛ تحسبا لاستمرار أعمال العنف"، كما خصص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته في الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية للحديث عن هذا التطور الجديد. وقال نتنياهو "إننا نتخذ إجراءات صارمة ضد المشاغبين الذين يخالفون القانون، وضد المحرضين من أي طرف كان"، مهددا باعتقال أي شخص لا يحترم القانون حسب وصفه. وبموازاة ذلك، فقد استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوبي إسرائيل، فيما استمر القصف الإسرائيلي لمواقع فلسطينية بالقطاع، إذ قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيحاي ادرعي، "أغارت طائرات من سلاح الجو أول من أمس على 10 أهداف لتنظيمات بوسط قطاع غزةوجنوبه؛ ردا على الاعتداءات الصاروخية على الجنوب". وبدوره قال وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد، "يجب على حماس أن تعلم أن إسرائيل لن تمر مر الكرام على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه أراضيها، وستستخدم كل قوتها إذا لم يعد الهدوء إلى جنوب البلاد". في غضون ذلك، قال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي تامير باردو، إن "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وليس المشروع النووي الإيراني يشكل أكبر تهديد للأمن الوطني الإسرائيلي في المرحلة الراهنة". من ناحية أخرى، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس، إبعاد الفتى طارق أبو خضير، عن منزله لمدة 15 يوما، إلى بيت حنينا وحبسه منزليا لمدة 9 أيام، وفرض كفالة مالية 3000 شيكل، إضافة إلى كفالة طرف ثالث ب10.000 شيكل مقابل الإفراج عنه،علما أن الفتى من سكان شعفاط. وكان جنود الاحتلال قد اعتدوا بالضرب المبرح على الفتى طارق أبو خضير، الذي يحمل الجنسية الأميركية، وهو ابن عم الشهيد الفتى محمد حسين أبو خضير، أثناء اعتقاله، ونقل على إثرها إلى المستشفى.