خيّم التوتر الحذر أمس على حي شعفاط، في القدسالشرقيةالمحتلة، حيث تجمع مئات الفلسطينيين بانتظار تسليم السلطات الاسرائيلية جثة الشهيد الفسطيني محمد حسين أبو خضير (16 عاماً) الذي قتله مستوطنون يهود بعد ان خطفوه اول من امس. واستمرت المواجهات في عدة مناطق من الضفة الغربيةالمحتلة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي واصلت عملياتها الأمنية في الضفة، حيث اعتقلت 13 فلسطينياً في مختلف انحاء الضفة، بينهم النائب في المجلس التشريعي عماد نوفل، وهدمت خمس مزارع للدواجن والمواشي وبيتاً في قرية العقبة، شرق الضفة. ودانت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي تصعيد الفلسطينيين والإسرائيليين للعنف عبر الحدود بين إسرائيل وغزة، واعتبرت هدم منازل الفلسطينيين انتهاكاً لحقوق الإنسان. وخيّم التوتر أمس على حي شعفاط مع تلكؤ السلطات الاسرائيلية في تسليم جثة الفتى أبو خضير. وفيما قالت عائلة أبو خضير إن الشرطة، التي كثفت دورياتها في المدينة، أبلغتهم بأن جهات التحقيق ستسلمهم جثة ابنها قبل فجر اليوم الجمعة، أكد مهند جبارة محامي عائلة أبو خضير ان «جثة محمد كانت محروقة، وكان من الصعب التعرف عليها»، مشيراً الى انه سيتم تشريح الجثة بمشاركة طبيب فلسطيني يمثل العائلة. ولم يتحدد بعد موعد تشييع جنازة أبو خضير المتوقع أن تفجر المزيد من الاحتجاجات الفلسطينية. ولم تفصح الشرطة الاسرائيلية عن أي تفاصيل تتعلق بالتحقيق، مشيرة إلى أن الجثة لا تزال تخضع لفحوص الطب الشرعي. ورفضت المتحدثة باسم الشرطة الاعلان عن موعد تسليم جثة أبو خضير إلى ذويه الذين أكدوا ان جثة محمد تعرضت للحرق والتمثيل بها. وكان حي شعفاط شهد أول من أمس مواجهات واسعة عقب خطف وقتل أبو خضير اعادت الى الاذهان مظاهر الانتفاضة السابقة. واصيب في المواجهات العنيفة التي شهدها الحي 260 متظاهراً خلال الساعات ال 24 الماضية، بينهم ست إصابات باستخدام الرصاص الحي بحسب مصادر في الهلال الاحمر الفلسطيني. وجرت مواجهات ايضاً في عدة مناطق من الضفة الغربية، وخصوصاً في قلنديا بالقرب من رام الله، وبين فجار وبيت لحم (جنوبالضفة الغربية) حيث رشق متظاهرون فلسطينيون قوات الامن الاسرائيلية بحجارة وزجاجات حارقة. وخطف الفتى محمد في حي شعفاط في القدسالشرقيةالمحتلة وعثر بعد ساعات في الجزء الغربي من المدينة، على جثته و»هي تحمل آثار عنف». وتحدثت وسائل الاعلام عن احتمال ان يكون مقتل الفتى الفلسطيني جاء كهجوم انتقامي على مقتل ثلاثة اسرائيليين فقدوا في 12 حزيران (يونيو) الماضي وعثر على جثثهم الاثنين الماضي. وفرضت الشرطة الاسرائيلية صباح الخميس طوقاً أمنياً حول حي شعفاط تخوفاً من مواجهات عنيفة جديدة خلال التشييع الذي يتوقع ان يتم اليوم ويصادف أول يوم جمعة في شهر رمضان المبارك. وفي ردود الفعل الدولية، دانت مفوضة الأممالمتحدة السامية تصعيد الفلسطينيين والإسرائيليين للعنف عبر الحدود بين إسرائيل وغزة. وقالت بيلاي للصحافيين في فيينا أمس: «من وجهة نظر حقوق الإنسان أدين تماماً هذه الهجمات الصاروخية (الفلسطينية) وأدين بشكل خاص أعمال إسرائيل الانتقامية المفرطة». وأضافت على هامش مؤتمر: «أنا قلقة للغاية إزاء ما يحدث». ونددت بيلاي أيضاً بمقتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير بعد خطفه والعثور على جثته مشوهة في القدس الأربعاء. وقالت بيلاي: «هذا شيء خسيس. خطف وقتل شاب فلسطيني. هذا لا يمكن أن يحدث. هذا المستوى من الانتقام مفرط. وهذا ما يحدث عندما لا تحترم الحكومات سيادة القانون، وعندما تلجأ الحكومات نفسها إلى أشكال مفرطة من الانتقام». واعتبرت بيلاي هدم منازل الفلسطينيين انتهاكاً لحقوق الإنسان. كما دانت واشنطن مقتل الفتى الفلسطيني ووصفته بأنه «جريمة بشعة»، وحذرت من ان الاعمال الانتقامية قد تزيد من تدهور الوضع المتفجر. وندًد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالجريمة «المشينة»، ودعا اسرائيل والفلسطينيين الى ضبط النفس. وفي باريس، جاء في بيان لقصر الاليزيه ان الرئيس فرنسوا هولاند «يدين بأقسى التعابير هذا الاغتيال الشنيع ويقدم أحر تعازيه لعائلته». كما دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مقتل الفتى الفلسطيني في القدس وجدد دعوته الى الهدوء. وواصل الجيش الاسرائيلي حملته في الضفة الغربيةالمحتلة حيث اعتقل 13 فلسطينياً، بينهم النائب في المجلس التشريعي عماد نوفل. وقالت مراكز حقوقية ان الجنود الاسرائيليين اعتقلوا 10 من انصار الحركة بينهم النائب عن منطقة قلقيلية عماد نوفل. ويرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ بدء الحملة الاسرائيلية الى 650 معتقلاً بينهم 19 نائباً في المجلس التشريعي. كما هدم الجيش الاسرائيلي خمس مزارع للدواجن والمواشي وبيتاً في قرية العقبة، شرق الضفة الغربية. وقال رئيس المجلس القروي لقرية العقبة سامي صادق ان قوة كبيرة من الجيش دهمت القرية فجر أمس وقامت بهدم المزارع الخمس والبيت الذي يؤوي عائلة مؤلفة من تسعة اشخاص بحجة اقامتها من دون ترخيص. واضاف ان الجيش هدد اصحاب المزارع والبيت باعادة هدمها مجدداً في حال قيامهم باعادة بنائها. وتقع قرية العقبة في المنطقة «ج» الخاضعة للسيطرة العسكرية الاسرائيلية. وتحظر اسرائيل على الفلسطينيين اقامة أية مبان في هذه المناطق التي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية. وقال صادق ان السلطات اصدرت قرارات هدم ل 95 في المئة من بيوت القرية المؤلفة من 60 بيتاً، مشيراً الى ان الجيش أزال شبكات الكهرباء والهاتف وجرف الشارع الرئيسي في القرية ثلاث مرات.