لاتزال الأكلات الشعبية هي المسيطرة في بعض موائد رمضان، حيث يجد الكثيرون فيها فرصة لاستعادة الماضي وذكرياته، إضافة إلى ما تقدمه من الطاقة والنشاط، خاصة بعد الصيام. و"الدغابيس" إحدى الأكلات الشعبية المفضلة لدى سكان الباحة، ورغم أنها أكلة تراثية ارتبطت بكبار السن خاصة، إلا أن الشباب بدأ في الإقبال عليها. والدغابيس أو طبق الدهاليس كما يسميه البعض عبارة عن عجين يوضع عليه المرق حتى ينضج، ويؤكل باليد، بحفر إحدى قطع العجين الناضجة بالإبهام، وتملأ بالمرق، ثم تؤكل، وتشرب مرقتها بفناجيل القهوة، وهي وجبة دسمة يعتبرها البعض ثقيلة على المعدة إلا أن كثيرين يجمعون على طعمها اللذيذ، والعناصر الغذائية المفيدة التي تتضمنها. تقول بدرية عبدالله الغامدي والمعروفة ب"أم عزام" إن "الدغابيس كان طعاما مفضلا لدى بلاد غامد وزهران وغيرها، وقد بدأت في إعدادها في المنزل، وبيعها لدى سيدات الحي، وبالتدريج زاد الإقبال على ما أعدته، فلجأت إلى الإنستجرام لتسويق الدغابيس وغيرها من الأكلات الشعبية". وأضافت أن "طبق الدغابيس يتميز بالعديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، فهو يحتوي على سعرات حرارية عالية، لذلك يفضل في المناطق الباردة، حيث يمنح الجسم الطاقة والدفء". وأشارت أم عزام إلى أن الدغابيس وغيرها من الوجبات الشعبية تعتمد بالدرجة الأولى في إعدادها على المحاصيل الزراعية التي تنمو في المنطقة. وعن المكونات وطريقة التحضير، قالت إن "طريقة إعداد الدغابيس بسيطة، وتبدأ بخلط اللحم والبصل والطماطم والملح في قدر، ثم يوضع على النار حتى الاستواء، وبعد ذلك تقطع العجينة إلى دوائر وتفرد قليلا باليد، ثم توضع على المرق، وتترك على النار حتى تستوي، وبعد ذلك يصب المرق في إناء، يوضع وسط الصحن، بينما توزع الدغابيس على الأطراف. وأشارت إلى أن "مرق الدغابيس قد يكون أبيض أو أحمر حسبما يفضله أفراد الأسرة، ويمكن إضافة العدس أو الطماطم".