تشتهر موائد الطعام بمنطقة الباحة بأكلات شعبية تحتوي على عناصر غذائية عديدة مفيدة حيث تعد من أغنى الموائد المليئة بالفيتامينات نظرًا لارتفاع قيمتها الصحية وتنوع فوائدها الغذائية مما جعل هذه الأكلات حاضرة في جميع المناسبات، وتتميز منطقة الباحة بالعديد من الأكلات الشعبية وذلك نتيجة للتنوع الثقافي من سراة وتهامة وبادية، وأصبحت هذه الأكلات منافسًا قويا للأكلات الحديثة برغم عدم معرفة الكثير من الجيل الحديث بها إلا أن الآباء والأمهات حريصون على بقائها عبر مشاركتها الموائد الحديثة في جميع المناسبات العامة والخاصة وكونها مظهرًا من مظاهر الكرم. فيقول عبدالعزيز عطية: تعد أكلة الدغابيس من الأكلات اللذيذة التي تشتهر بها منطقة الباحة وهي عبارة عن عجينة من دقيق البر تقطع بحجم قبضة اليد أو أكبر وتشكل على أشكال دائرية ثم توضع في القدر المملوء بالماء المغلي مع اللحم والمرق، ويصنع منها أحجام كبيرة في مناسبات الزواج مبالغة في إكرام الضيوف. ومن أهم الأكلات الشعبية في منطقة الباحة "الخبزة المقنّاة" وهي من الأطعمة الأساسية لأهالي المنطقة حيث تعمل من دقيق القمح الذي يعجن بالماء ثم يوضع على صخرة رقيقة السماكة بعد أن تسخن بإيقاد النار عليها ثم تغطى بما يشبه الصحن وهو ما يعرف بالمشهف المصنوع من الفخار أو من الحديد الرقيق السماكة ثم تغطى ببقية الرماد والجمر وتوقد عليها نار صغيرة حتى تصبح جاهزة لاستخراجها وتقديمها، وعادة ما يتنافس العديد من الأهالي في إعداد أكبر خبزة إمعانا في كرم الضيافة. ويشير سعيد خمسان الى ان العصيدة تمثل إحدى الأكلات الشعبية المشهورة بالمنطقة وعلى مستوى المنطقة الجنوبية، وهي تصنع من أنواع الحبوب البر والذرة الصفراء والبيضاء والدخن ويتم تحريكها بعصا بسرعة متوسطة لتستوي بلزوجة معينة حتى تنضج وعادة ما تؤكل مع المرق واللحم والسمن والعسل، كما يعتبر العيش والحقينة في الماضي من أهم الاكلات الشعبية التي كان آباؤنا وأجدادنا يعرفونها لعدم وجود أكلات أخرى كثيرة آنذاك نظرا لضيق ذات اليد، وتعتبر هاتان الاكلتان من افضل المأكولات الشعبية لما تحتويه من سعرات حرارية تمد الجسم بالصحة والطاقة والدفء، حيث كانت تتناسب مع ما يبذل من جهد في الحياة اليومية القديمة، والتي كانت تفتقر إلى كل أنواع الرفاهية التي تحظى بها الأجيال الحالية. ويقول مسفر الزهراني ان منطقة الباحة تتميز بالأكلات الشعبية بالرغم من وجود الوجبات السريعة والحديثة، إلا أن الأهالي اعتادوا على أن يكون على سفرهم الأكلات، حيث تتسابق ربات البيوت وكبار السن المحبون لهذه الأكلات في إعداد الوجبات الشعبية المختلفة خصوصا أيام المناسبات والأعياد، حيث يفتقدها الأبناء والنازحون إلى المدن، وتكون محل طلبهم واهتمامهم في أيام العيد، عند عودتهم إلى قراهم للاحتفال به. من جانبه أوضح الشاب احمد الغامدي أن هذه الأكلة لا تزال تلقى شعبية كبيرة مثلها مثل العصيدة والدغابيس والخبزة وغيرها، لاسيما أيام الشتاء والبرد القارص لكونها تمنح الجسم المزيد من الدفء ولكونها تؤكل وهي ساخنة مضاف إليها السمن والعسل واللبن، ولكنها اصبحت لا تصنع كثيرا هذه الايام الا في القليل من منازل كبار السن الذين ما زالوا يفضلون هذه الاكلة الشعبية المحبوبة.