في حقبة زمنية خلت لم يكن أمام أي مدرب سوى تسمية لاعبيه الأساسيين ال 11 لخوض أي مباراة، ومن ثم يترقب ما يحدث خلالها وهو وضع عادة يكون خارج سيطرتهم، ولكن وفي كرة القدم الحديثة بات تأثير "اللاعب البديل" يشهد أهمية متزايدة وقيمة عالية في المنافسات الكبرى، أكدها بوضوح القادمون من مقاعد البدلاء بتسجيلهم 29 هدفا حتى الآن في البرازيل، وهي محصلة تجاوزت بالفعل وبفارق ستة أهداف الرقم القياسي والمسجل في مونديال 2006، دون أن نغفل أننا لانزال على بُعد ثمان مباريات من إزاحة الستار عن النسخة الأكثر إثارة والتي ربما تكون على موعد تهديفي قياسي آخر حيث شهدت مبارياته ال56 حتى الآن اهتزاز الشباك 154 مرة، مايضع الرقم الأكبر (171 هدفا) والمسجل في مونديال 1998 تحت التهديد. اللحظة المناسبة من الواضح أن كل مدرب منتخب في كأس العالم يملك "ورقة رابحة" ينتظر اللحظة المناسبة لاستخدامها، بداية بالسويسري "هاريس سيفروفيتش" الذي دخل ليقتنص هدف الانتصار ضد الأكوادور، وانتهاء ب"المخضرم" الألماني "ميروسلاف كلوزه" الذي هز الشباك من لمسته الأولى معادلا النتيجة في مواجهة "المانشافت" مع غانا، وهناك أيضاً "سيلفستر فاريلا" الذي وبعد قدومه من "الدكة" منح البرتغال تعادلا مهما ضد الولايات المتحدة في الدقيقة 94، بينما كان تدخل "أندريه شورله" حاسما في مواجهة ألمانيا في الدور الثاني أمام الجزائر، وهو من فقد فرصته بأن يكون ضمن القائمة الأساسية. وشهدت ليلة الثلاثاء مواجهة بلجيكاوالولايات المتحدة وحدها التحاق اسمين جديدين بقائمة "المنقذين"، فمع دخول بداية الوقت الإضافي نجح "رويلو لوكاكو" بهدفه في تأمين مقعد للبلجيكين بين الثمانية الكبار، ملغيا أهمية هدف تقليص الفارق الأميركي الذي أحرزه لاحقا بديل آخر هو "جوليان جرين". التميز هولندي وضمت قائمة المنتخبات المستفيدة من البدلاء الهدافين، كوستاريكا، روسيا، كوريا الجنوبية، ساحل العاج، كولومبيا، تشيلي، اليونان، إسبانيا، البوسنة، المكسيك، الجزائر والبرازيل ، بيد أن "معلم" الزج بالبديل المؤثر واستحقاق هو مدرب هولندا "لويس فان جال"، باحراز لاعبيه القادمين من مقاعد البدلاء لأربعة أهداف خلال البطولة، كان "ميمفيس ديباي" بطلها في مناسبتين عندما دخل ليسجل هدف الانتصار ضد أستراليا وآخر حاسم أمام تشيلي، وكان زميله "ليروي فير" أحد البدلاء أيضاً في اللقاء سبقه في هز الشباك التشيلية، وأخيراً نجح "كلاس يان هنتلار" وبعد الزج به أمام المكسيك بديلاً للقائد "فان بيرسي"، في تحويل ركلة جزاء في توقيت قاتل إلى هدف أخذ بالمنتخب "البرتقالي" نحو ربع النهائي.