التطوير لغة مهمة لنيل النجاح في المحافل العالمية؛ لأنه بالتطوير وحده يمكن تحقيق المستحيل، خاصة مع ثورة التطور في شتى المجالات. وفي عصر السرعة إذا أردت أن تبقى وتنافس مع العالم، فلابد عليك من مواكبة التطور. منتخبنا الوطني مكتس بالإرث التاريخي من الإنجازات الرياضية، وتحقيق البطولات في حقبة الزمن الجميل، لكن في الحاضر أفلس وفضل الغياب لعدم توافر الإمكانات!. أحزن كثيرا عندما أجد دولا صغيرة لا توجد لديها ميزانيات ضخمة، ولا توجد لديها إمكانات حقيقية ومع ذلك تقدم حضورا جيدا في مونديال كأس العالم!. لم يكن حضورهم بالحظ أو بشراء مقاعد، إطلاقا، بل كان نتاج عمل احترافي في تدريب وتطوير كرة القدم لديهم؛ لأن لغة التطوير في كرة القدم تغيرت وأصبحت هناك مفاهيم وأساسيات ومهارات وفنون ومعاهد وأكاديميات متخصصة في لعبة كرة القدم، وتأهيل اللاعب على الاحترافية الحقيقية. منتخبنا الوطني، من المستحيل أن يصل إلى كأس العالم بجيل اعتمد على حصة رياضة مهملة في ساحات المدارس، وجيل تدرب فنون كرة القدم في شوارع وممرات الحواري!. منتخبنا الوطني يعاني، وينقصه الكثير من الكوادر، وكل المعنيين بالرياضة يعلمون هذا الشيء، لكن الذي لا أعلمه، لماذا إلى الآن لم يولد الحل؟! رغم أنه ليس من الصعب توفير معاهد وأكاديميات أهلية مختصة في تدريب لعبة كرة القدم. لست هنا لأرمي التهم على الجهات المسؤولة، لكن بالفعل يوجد تقصير مشترك ما بين التعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي لم تأخذ من اسمها نصيبا!. العملية ليست إحضار مدرب يختار مجموعة من اللاعبين أو صرف الملايين على معسكرات، والمبالغ الطائلة ما بين توقيع عقود مدربين وما بين فسخ عقود، والنتيجة أصبح المنتخب يزاحم على المراتب المتأخرة، وأصبح دخوله كأس العالم صعبا ومستحيلا حتى بمجرد المشاركة. وإنني أتساءل: هل أصبح الاحتراف في رياضتنا بقيمة الصفقات العالية؟! أم أنه لا وجود للاحتراف إذا كانت البيئة الفنية غائبة بالوسط الرياضي؟!