أثار النجم الإنجليزي السابق "جاري لينيكر" أمس ضجة إعلامية واسعة عندما أشار إلى تدخل مباشر من قبل نادي برشلونة الإسباني في بادرة النجم الأوروجوياني "لويس سواريز" بتقديم اعتذاره رسمياً لضحيته الإيطالي "جورجيو كيلليني" إثر حادثة "العض" الشهيرة التي شهدتها مواجهة منتخبيهما أخيرا في مونديال البرازيل، وهو ما اعتبره البعض تقليلا من قيمة اعتذار اللاعب، بعد أن لاقى تصرفه أصداء طيبة لدى كثير من متابعي كرة القدم. وأكد هداف مونديال 1986 الذي يوجد حالياً في البرازيل لتحليل المباريات لصالح محطة "بي بي سي" البريطانية، أن النادي الكاتالوني أجبر الهداف الأوروجوياني على الاعتذار عن الحادثة كشرط لاستمرار مفاوضاتهم المفتوحة وتقديم عرض رسمي لناديه الإنجليزي الحالي ليفربول لضمه إلى صفوفه. ولم تتأكد صحة هذه المعلومة التي نشرها "لينيكر" عبر حسابه في "تويتر" بعد دقائق معدودة من اعتذار "سواريز"، بيد أن الهداف الإنجليزي الشهير أمضى موسمين مع النادي الإسباني في نهاية الثمانينات، ويملك علاقات واسعة مع مسؤوليه وجماهيره، مما يعزز من احتمالية حقيقة ما ذكره. وبالرغم من أن عقوبة الاتحاد الدولي بإيقافه عن ممارسة كرة القدم لأربع أشهر، ستعني غياب "سواريز" حتى ال26 من أكتوبر المقبل، فإن تقارير صحفية تؤكد حرص برشلونة على الظفر بالمهاجم، وكشفت عن تقديم إدارته عرضا ب80 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 480 مليون ريال سعودي تقريبا)، لمواصلة سياسة "الغربلة" التي ينوي المدرب الجديد "لويس أنريكي" تطبيقها بعد التوقيع مع الكرواتي "إيفان راكييتش" وحارس تشيلي "كلاوديو برافو". وذكرت تقارير أخرى أنه في حال إتمام صفقة "سواريز" ولعبه في "كامب نو"، فإن النادي سيضع في الاعتبار إدراج بنود في العقد تسمح لهم بمعاقبته إذا قام بتكرار أي من حوادثه المثيرة للجدل. وكان "سواريز" وعلى الرغم من إنكاره في البداية "عض" منافسه وأن الحادثة مجرد "اصطدام" بين الاثنين، إلا أنه كسر صمته الذي استمر لأسبوع كامل واعتذر عبر حسابه في "تويتر" ل"كيلليني ولكل عائلة كرة القدم"، وتعهد بعدم تكرار ما قام به، وقال "بعد عدة أيام قضيتها مع عائلتي استعدت هدوئي وتمكنت من الحكم بواقعية على ما حصل خلال المباراة"، وجاءت ردة الفعل مباشرة ورائعة من خصمه الإيطالي الذي بعث برسالة شخصية إلى خصمه عبر "تويتر" أيضاً "لقد نسيت كل شيء.. آمل أن يقلص الاتحاد الدولي عقوبتك"، ولم يكن رد "كيلليني" مفاجئاً حيث سبق وأن أبدى تعاطفه مع "سواريز" بعد العقوبة القاسية التي فرضها الاتحاد الدولي عليه بسبب الحادثة، وقال "تفكيري الوحيد في هذه اللحظة ينصب على لويس وعائلته لأنهم سيواجهون أوقاتا صعبة للغاية"، وأضاف أيضاً "آمل من كل قلبي أن يتم السماح له على الأقل للبقاء بقرب زملائه في البطولة، فعقوبة كهذه حقاً منفرة لأي لاعب". في شأن متصل، يبدو أن "كيلليني" تجاوز غضبه حتى قبل أن يقدم "سواريز" اعتذاره، وأظهر الجانب المرح للحادثة التي شهدها لقاء منتخبيهما الأسبوع الماضي، فبعد إقصاء إيطاليا من منافسات المونديال، وحالة السخط التي أظهرها مدافع "يوفنتوس" لعدم اتخاذ حكم المباراة لأي قرار تجاه فعلة "سواريز"، نشر في حسابه الشخصي في "انستجرام" وقبل مغادرة البعثة الإيطالية لبلدها، صورة التقطت في الفندق الذي تقيم فيه لعاملة برازيلية وهي تعض كتفه على طريقة "سواريز". على الطرف الآخر، أظهرت صورة نشرتها زوجة القائد "دييجو لوجانو" في حسابها ب "تويتر"، وبرفقتها مجموعة من زوجات لاعبي المنتخب "السماوي"، مساندتهن ل"سواريز" وكتبت تحتها "أوروجواي في القمة.. نحن جميعا معك"، فيما حملن في الصورة يافطات كتبن عليها رسائل "دعم" للمهاجم الموقوف فور مغادرته البرازيل، ومن بينها عبارات مثل "كلنا سواريز" و"نحن جميعنا معك".