أشعلت ندوة "المصلحة العامة بين نزاهة المسؤول وشجاعته" فتيل الحوار بين عدد من الأدباء الذين استضافهم منتدى السالمي الثقافي في الطائف أول من أمس، وتنوعت مداخلاتهم بين شجاعة المسؤول وأوجه الفساد وضرب العديد من الأمثلة على ذلك. وصنف عضو مجلس الشورى الدكتور حسن مختار مداخلته عن البعد التاريخي والنظامي إلى ثلاث وقفات: أولها صفة تتصل بالبشر عامة، وتعتبر فطرة بشرية، وهي أن الناس تجمع ويغلب عليهم الصفة الإيجابية لأداء الأمانة، ثم ذكر في وقفته الثانية أن اختيار المسؤول الذي يرشح في مكان ما يخضع في وقتنا الحاضر لكثير من المحسوبية والمحاباة وعدم وضع معايير معينة وبذلك تسقط الأمانة، كما بين في آخر حديثه أن دخول المملكة في المنظمات العالمية أدى إلى إنشاء هيئة مكافحة الفساد، وأصبحت تلك المنظمات تشكل ضغطا على الدول الأعضاء في نظافة اليد من العبث بالمال العام، لافتا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في كشف الموظف والمسؤول للمجتمع في حالة الإخلال بالأمانة. كما حدد العضو المنتدب لشركة الطائف للاستثمار والسياحة بندر المعمر بعض النماذج في التاريخ الإسلامي في ورقته (المفهوم والنماذج )، واستشهد بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام في النمذجة، ومن بعده عمر في اختيار الولاة على الأقاليم الإسلامية، ثم ذكر نماذج من العصر الحديث تمثلت في شخصيات تولت قيادة وزارات في المملكة، ومنهم الدكتور عبدالعزيز الخويطر والدكتورغازي القصيبي رحمهما الله ووزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة، ووزير العمل عادل فقيه والمكلف بوزارة الصحة، وأورد المعمر في حديثه عددا من القصص لوزراء ومشايخ قبائل كانت لهم مواقف مع الملك عبدالعزيز تدل على بعد النظر وحنكة المسؤول. وبينما تحدث مدير فرع نزاهة بالمنطقة الغربية عويضة السلمي عن دور هيئة مكافحة الفساد متطرقا لأهمية الأمانة في العمل ودور نزاهة في مكافحة الفساد قبل وبعد وقوعه، تناول الكاتب محمد الأسمري ( الرثاء كإرث في الثقافة العربية )، موردا عددا من قصائد الرثاء مستشهدا بالخنساء في رثائها لأخيها صخر وأبنائها الأربعة واعتبرها أفضل ما قيل في الرثاء إلى جانب رثاء الصحابي حسان بن ثابت للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم رثى حال الأمة وقال "لعل رثاء فقد الأندلس خير مثال لحالنا الآن". يذكر أن الأمسية شهدت عددا من المداخلات من الحضور وعدد من أساتذة القانون والأكاديميين.