نظَّمَ منتدى السالمي الثقافي، ندوة ثقافية بعنوان "المصلحة العامة بين نزاهة المسؤول وشجاعته من حيث "البعد التاريخي والنظامي- المفهوم والنماذج- الرثاء كإِرْثٍ في الثقافة العربية". وأشاد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، محمد بن عبدالله الشريف؛ بفكرة الندوة التي تُعزِّز برامج الهيئة وما يقدمه منتدى السالمي، ثم قدم ساعد الثبيتي الندوة، وأدار حوارها محمد بن عبدالرحمن الحاقان.
وأكد الدكتور حسن علي مختار، أن البعد التاريخي للنزاهة قديم ممتدٌّ منذ نشأة البشرية، لافتاً أن البشر يغلب عليهم دائماً القيم الإيجابية عادة خاصة، وأن مفهوم الأمانة من أهم الصفات التي يجب أن تكون مرتبطة بالصدق والإخلاص، والتي تعتبر هي البوابة الرئيسة التي يتم من خلالها تنصيب القادة في مناصب الدولة.
وأضاف: أنه في عهد الملك فيصل- رحمه الله- وتحديداً في عام 1381ه؛ شهِدَ تفعيل مكافحة الرشوة، و"من أين لك هذا"، ومحاسبة الذين يظهر عليهم الثراء، سواء أكانوا في مناصبهم أو بعد ترك مناصبهم، وبيَّن أن المنظمات الدولية مثل منظمة حقوق الإنسان وغيرها؛ مثلت ضغطاً كبيراً على الدول في المحافظة على النزاهة ونظافة اليد.
وتحدث بندر بن عبدالرحمن المعمر، عن "المفهوم والنماذج"؛ حيث تحدث عن مفهوم الأمانة والصدق في المعاملة، وما تحدثه من نقلة في المجتمعات، وخاصة إذا كانت الشخصية المنفذة قوية تستطيع تنفيذ القرارات، وذكر ابن معمر بعض الأمثلة عبر التاريخ الإسلامي، مستشهداً بما سَنَّهُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من أين لك هذا"، وبعض المواقف التي مر بها بعض الوزراء أمثال عبدالعزيز الخويطر، وغازي القصيبي.
وقدمَ مدير فرع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" بمنطقة مكةالمكرمة، عويضة السلمي؛ ورقة عمل عن دور الهيئة في مكافحة الفساد قبل وقوعه وبعده، مؤكداً أن الفساد هو انحراف عن القيم والأخلاق التي تحكم السلوك الإنساني يقوم به أفراد من أصحاب المصالح بشكل غير شرعي وغير قانوني، غايته التربحُّ وتعظيم الرفاهية الذاتية.
وأشار إلى أسباب الفساد وطرق علاجه، وما هي مخططات الهيئة المستقبلية، وأن هناك الكثير من صور الفساد؛ مثل إساءة استعمال السلطة، والثراء غير المشروع، والرشوة والتلاعب بالمال العام وغيرها.
وركزت المداخلات من الحضور على كيفية تفعيل دور نزاهة في كافة مؤسسات المجتمع، ثم ألقى الشاعر مستور الثبيتي قصيدة بهذه المناسبة، في حين قدم حماد السالمي الدروع التذكارية للمشاركين في الندوة.