يلعب المنتخب الجزائري أمام حتمية تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية في ال10 من مساء اليوم في "بورتو أليجري" في الجولة الثانية للمجموعة الثامنة لكأس العالم، وذلك لتفادي خيبات المشاركات الثلاث السابقة عندما ودع من الدور الأول. ويدرك المنتخب الجزائري جيداً أهمية الفوز اليوم لأنه سيعزز حظوظه في مشاركته الرابعة في سعيه لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، خاصة بعد خسارته أمام بلجيكا 1-2 في الجولة الأولى، والمباراة الساخنة التي تنتظره أمام روسيا في الجولة الثالثة الأخيرة. ويمني "محاربو الصحراء" النفس بضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولها وأهمها الفوز الذي يلهثون وارءه منذ عام 1982، وتعويض خيبة أمل الجولة الأولى، والمنافسة لانتزاع إحدى بطاقتي المجموعة خاصة إذا سقطت روسيا أمام بلجيكا (في السابعة مساء)، لأن رجال المدرب البوسني الفرنسي الجنسية "وحيد خليلودزيتش" قد يكفيهم التعادل في الجولة الأخيرة لبلوغ ثمن النهائي. وسيكون "خليلودرزيتش" مطالبا بتحسين صورته بعد الانتقادات التي طالته من قبل المسؤولين والدوليين السابقين ووسائل الإعلام الجزائرية بسبب خطته الدفاعية المحضة التي سلكها أمام بلجيكا وكلفت غاليا. ومن المتوقع أن يجري "خليلودزيتش" تغييرات على التشكيلة لتصحيح بعض النقائص على الصعيد الدفاعي الذي يبقى لحد الآن النقطة السوداء للمنتخب، والتحلي بالجرأة اللازمة من خلال اعتماد طريقة لعب هجومية مثل ما وعد به قبل 24 ساعة من مواجهة بلجيكا. ويعي "خليلودزيتش" أن أي تعثر ستكون عواقبه وخيمة وقد تتم إقالته قبل نهاية العرس العالمي على الرغم من أن جميع المؤشرات تدل على أنه لن يكمل مشواره مع الخضر بعد المونديال. وأبدى لاعبو المنتخب الجزائري سعيهم للتدارك في المباراتين المتبقيتين، واعتبر لاعب وسط توتنهام الإنجليزي نبيل بن طالب، أن الجزائر تملك كل الحظوظ للمرور إلى الدور الثاني، وقال: "علينا نسيان الإخفاق والتركيز على اللقاء أمام كوريا الجنوبية الذي سيكون حاسما. والاستدراك أمر ضروري". ولا تختلف أحوال كوريا الجنوبية عن الجزائر على الرغم من أنها تملك نقطة واحدة في رصيدها، حيث أهدرت فوزا في المتناول أمام روسيا لأنها تقدمت بهدف لكنها خرجت متعادلة. وأكد مدرب منتخب كوريا الجنوبية وأحد أبرز نجومها السابقين "هونج ميونج بو"، أن النقاط الثلاث ستكون الهدف أمام الجزائر، وقال: "أنا مرتاح لمستوى اللاعبين من الناحيتين التكتيكية والبدنية، لقد قدموا أفضل ما عندهم في المباراة الأولى وسيفعلون الأمر ذاته إن لم يكن أكثر، هناك عزيمة وإرادة لتعويض النقطتين أمام روسيا". والتقى المنتخبان الجزائري والكوري الجنوبي مرة واحدة قبل 29 عاما وتحديدا في 13 ديسمبر 1985 في مباراة ودية في المكسيك، استعدادا للمونديال الذي استضافته الأخيرة وانتهت بفوز الآسيويين بهدفين نظيفين.