أدت الحكومة المصرية الجديدة برئاسة إبراهيم محلب اليمين القانونية صباح أمس، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تسلم الأسبوع الماضي زمام الرئاسة بعد انتخابه أواخر الشهر المنصرم. وأظهرت لقطات تلفزيونية "محلب" يؤدي اليمين أمام "السيسي"، تبعه وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، ثم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ومن ثم باقي الوزراء. وكان لافتا أن الحكومة الجديدة أدت القسم في تمام السابعة صباحا، للمرة الأولى في تاريخ مصر، مما يشير إلى توجه الحكومة نحو تطبيق الفلسفة الجديدة التي أعلن عنها السيسي، وهي المبادرة إلى العمل. وبقي في الحكومة الجديدة 20 وزيرا من الحكومة السابقة، إضافة إلى ليلى إسكندر شاغلة الحقيبة الوزارية المستحدثة وهي وزارة الدولة للتطوير الحضاري والعشوائيات. وضمت التشكيلة الجديدة المصرفي المخضرم أشرف سلمان وزيرا للاستثمار، إضافة إلى سفير مصر السابق في الولاياتالمتحدة سامح شكري وزيرا للخارجية، والأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة نجلاء الأهواني وزيرة للتعاون الدولي، بعد أن كانت في السابق مديرة لمكتب "محلب". كما تميزت الحكومة بإلغاء وزارة الإعلام، ومنصب الوزير، وسيكون البديل له، ما سمي المجلس الوطني للإعلام. وأضاف مصدر رسمي أن الحكومة الجديدة عقدت أول اجتماع لها برئاسة السيسي بعد أداء اليمين. من جانبه، أكد إبراهيم محلب، أن مصر "دخلت مرحلة جديدة لا تحتمل الأيدي المرتعشة"، مضيفا، في مؤتمر صحفي عقده أمس عقب اجتماعه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، "كل وزير سيكون في مكتبه منذ السابعة صباحا، وهي رسالة تفيد بأن هناك شعبا قادرا على مواجهة التحديات ومكافحة الفساد في كل موقع". وأضاف "الفترة المقبلة ستشهد هدم ونسف المحسوبية، باعتبارها شكلا من أشكال الفساد، كما أن الحكومة عازمة على استكمال خارطة الطريق، وستقوم بزيادة الحملات الأمنية والاستباقية لعودة الأمن والأمان بأسرع وقت، وسيتم التصدي لكل من يواجه الدولة بقوة وعلى الجميع مراجعة موقفه لأن الدولة قوية". وأكد عدد من السياسيين أن حكومة محلب تواجه الكثير من الملفات الصعبة على الصعيد الداخلي، وأهمها تحسين الأوضاع الاقتصادية والتصدي للإرهاب ومواجهة القيم الاجتماعية السلبية، وفي مقدمتها ظاهرة التحرش، والاستعداد للاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، ممثلا في الانتخابات البرلمانية. وقالت سكينة فؤاد مستشارة الرئيس السابق عدلي منصور، "المواطنون يعلقون الكثير من الآمال علي الحكومة الجديدة، والشعب ينظر إلى السيسي على أنه منقذ البلاد، ويجب على الحكومة أن تهتم بتأمين الوطن من الداخل والخارج، وحمايته من العناصر التكفيرية التي توغلت في بعض الدول المجاورة، وعليها كذلك الاهتمام بالملف الاقتصادي، خاصة قطاع السياحة، وأن تعالج الأسباب التي أدت إلى انهيار البورصة، وأن تستمر في مقاومة الفساد وتطهير مؤسسات الدولة، وأعتقد أن التشكيل الوزاري الجديد جيد ومبشر، إذ تم فيه الإبقاء على عدد كبير من الوزراء الأكفاء، وتمت فيه أيضا إضافة كفاءات جديدة كالسفير سامح شكري، الذي تولي وزارة الخارجية". وبدوره، قلل نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، من إلغاء منصب وزير الإعلام. وقال: "عدم وجود وزير للإعلام في الحكومة الجديدة لن يؤثر في الفترة المقبلة، إذ إن منصب الوزير لم يكن يتعدى متابعة البرامج في التلفزيون المصري، ولم تكن للوزير علاقة بالصحافة ووسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية الخاصة، ولم تكن مهمته واضحة ومحددة". وأضاف "أولويات الحكومة الجديدة ستكون استكمال مسيرة سابقتها في قضية الأمن، وتقليص قدرة الإخوان على ارتكاب العمليات الإرهابية، والنهوض بالدولة المصرية، وإعادة هيبتها واحترامها". في سياق منفصل، أكد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، دعم البرلمان بقوة لمبادرات الشراكة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية ودولتا الإمارات والكويت للشراكة مع مصر. ودعا في كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال الجلسة السادسة لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي بمقر الجامعة العربية أمس، إلى ضرورة التجاوب مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى مؤتمر الشركاء لدعم مصر.