في الوقت الذي أعلنت فيه أمانة منطقة المدينةالمنورة عن حملة رقابية صحية شاملة قبل شهر رمضان المبارك على عدد من محلات المواد الغذائية ومراكز التموين ومعالجة أوضاع الباعة في المنطقة المركزية، زاد انتشار الباعة الجائلين بشكل لافت في الطرق المؤدية للحرم النبوي متسببين في إرباك ومضايقة زوار المسجد النبوي عند مداخل ومخارج الحرم في ظل غياب الرقابة. ورصدت "الوطن" خلال جولتها على المنطقة المركزية ازدحاما عند بوابات الحرم النبوي بسبب وجود الباعة الذين يملؤون الطرق بعرباتهم المحملة بالبضائع المختلفة والمتنوعة والوجود المستمر عند جميع مداخل الحرم النبوي، فيما شكى عدد من أصحاب الفنادق وأصحاب المحلات التجارية الذين أصبحوا يتكبدون الخسائر بسبب الباعة المتجولين. من جانبها، أوضحت أمانة منطقة المدينةالمنورة أنها بدأت أول من أمس تنفيذ الخطط والبرامج التشغيلية لموسم رمضان للبلديات الفرعية التابعة لأمانة منطقة المدينةالمنورة وهي: الحرم، وقباء، وأحد، والعوالي، والعيون، والبيداء، والعقيق، والعاقول. وبينت في بيان لها أصدرته الأسبوع الماضي أن الخطة ركزت على مجال خدمات النظافة العامة، ومراقبة الأسواق والوقاية الصحية وغيرها مما يضمن للزوار خدمات رفيعة، وذلك من خلال استخدام المعدات الحديثة التي جرى تأمينها، لتنظيف الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية، إلى جانب التصدي للباعة الجائلين خاصة في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع الافتراش في ساحات المسجد النبوي الشريف وحولها. وأشارت إلى أن من المهام التي تركز عليها أمانة المنطقة خلال الشهر الفضيل القيام بجولة تفقدية على مطابخ الفنادق، ودور سكن الزائرين، للتأكد من صلاحية ما يقدم فيها من أغذية ومشروبات لضيوف الرحمن، وزوار المدينةالمنورة، وتكثيف أعمال النظافة والرقابة على مدار اليوم في مواقع الزيارات التاريخية. وقالت إن أمانة المنطقة تشارك ضمن لجنة مشكلة من عدة جهات حكومية في منع الباعة المتجولين من البيع بالقرب من الحرم النبوي أو ساحاته، مشيرا إلى أن الأمانة ممثلة ببلدية الحرم جهزت فريقا بكامل عناصره وآلياته للقيام بهذه المهام. وفي السياق ذاته قال نائب رئيس المجلس البلدي بالمدينة عضو الغرفة التجارية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري إنه يجب فتح ملف البساطين ومعرفة ما لهم وما عليهم حتى يتم وضع قوانين واضحة وصريحة لهذه المشكلة، لأن الحرم النبوي وساحاته ليست منطقة بيع وشراء، وما نلاحظه مناظر غير لائقة بساحات الحرم، والفنادق جميعها متضررة من هذه المشكلة والمواطنون والزوار، وقال آن الأوان للجهات التنفيذية أن تلعب دورها في الحد من هذه الظاهرة، التي بدأت تتعلق بسمعة الدولة والحرمين، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تسبب مضايقات لزوار المسجد النبوي وخاصة عند بوابات المسجد النبوي مما يعيق عملية الدخول والخروج بأوقات الصلاة. وطالب الأنصاري بإعادة النظر فيما يعرضه الباعة الجائلون من مواد مقلدة ومجهولة المصدر، كما يقوم بعضهم بترويج رجيع المصانع وهو يشكل ضررا على المستهلكين والشركات المصنعة، متسائلاً عن ضعف وجود الأجهزة الحكومية الرقابية في المنطقة وضعف سيطرتهم في ضبط الجائلين في مركزية المدينة.