أبلغ محامي المعتقلين السعوديين في العراق حامد أحمد، "الوطن" بمعلومات تفيد بأن معتقلا سعوديا - تحتفظ "الوطن" باسمه - ضمن الذين فروا من سجن الموصل بعد سيطرة "داعش" على المدينة أول من أمس. وعلى خلفية فشل حكومة نوري المالكي في صد اجتياح "داعش" للموصل وصلاح الدين وكركوك وبيجي، بات من المرجح أن تخضع البلاد لتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في وقت تتسارع فيه الأحداث على الأرض، وكان أبرزها أمس احتجاز التنظيم لقنصل أنقرة و48 آخرين في الموصل، الأمر الذي حمل تركيا العضو في الحلف على دعوة "الناتو" لعقد اجتماع طارئ لبحث الأزمة، في حين تعهدت واشنطن بتقديم المساعدة اللازمة للنازحين المقدر عددهم بنصف مليون. أعلنت مصادر عراقية أن القنصل التركي في الموصل تم اختطافه من قبل عناصر "داعش" مع عشرات من موظفي القنصلية أمس. وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء التركي: "إن متشددين يحتجزون 49 تركيا، إثر هجوم على القنصلية التركية في الموصل بشمال العراق أمس، بمن فيهم القنصل العام، وثلاثة أطفال، وأعضاء في القوات الخاصة التركية"، وقال: "إن المجموعة نقلت من مبنى القنصلية إلى قاعدة تابعة للمتشددين، فيما أكدت السلطات التركية أنه لم يصب أي منهم بأذى"، وأكدت الخارجية التركية أيضا خطف 31 تركي من سائقي الشاحنات أول من أمس ويحتجزونهم كرهائن في محطة للطاقة في الموصل، ودعت تركيا إلى عقد اجتماع طارئ لحلف الأطلسي لبحث الموقف الأمني في العراق. من جانبه، اعترف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته الأسبوعية بهزيمة قواته في محافظة نينوى. وقال: إن "القيادة العامة للقوات المسلحة ستعيد بناء جيش رديف، وأن هناك محافظات شكلت ألوية جديدة، وأعدت العدة لتحرير نينوى، وسيتم ذلك قريباً جداً، وأن القادة الذين انسحبوا وتخاذلوا، لابد أن يعاقبوا". من جانبه، أعلن محافظ نينوى أثيل النجيفي أمس، أنه سيعود إلى أطراف مدينة الموصل التي يسيطر على وسطها "داعش". وقال في مؤتمر صحفي عقده في أربيل أمس: "كنت يوم أول من أمس في أطراف الموصل، ووصلت إلى إقليم كردستان مساء للقاء رئيس البرلمان أسامة النجيفي، والتقيت صباح أمس برئيس حكومة الإقليم نجرفان البارزاني، ولقاء مع بعض المنظمات الإغاثية". وشدد على التحرك لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين، لافتا إلى أن "المحافظة تستطيع مقاومة الإرهاب إذا اعتمدنا على شعبنا". ومن أثينا أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أن بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لطرد المتشددين من الموصل. على صعيد آخر، أفاد مسؤول محلي في محافظة صلاح الدين بأن مسلحين من "داعش" سيطروا على مقر للجيش شمالي قضاء الضلوعية جنوبي تكريت، وتعد من المناطق القريبة من العاصمة بغداد. وكانت مصادر أمنية أعلنت أن مسلحي "داعش" دخلوا مدينة بيجي التي توجد بها أكبر مصفاة نفطية في العراق، وأشعلوا النار في محكمة ومركز للشرطة. وأضافت أن حوالي 250 حارسا في المصفاة وافقوا على الانسحاب إلى مدينة أخرى. ودخل المسلحون بيجي في حوالي 60 عربة وأطلقوا سراح سجناء في المدينة. من جانبها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة ومقرها جنيف، أن أكثر من 500 ألف مدني فروا من المعارك الدائرة في الموصل. ميدانيا فجر انتحاري نفسه وسط مجموعة من الأشخاص داخل خيمة في مدينة الصدر ببغداد فقتل 16 شخصا على الأقل.