استغل تنظيم القاعدة انشغال الجيش اليمني في وضع حد للحرب المستعرة في محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء، للهجوم على الجيش وقتل ثمانية جنود وستة من رجال اللجان الشعبية المساندة له في منطقة بيحان بمحافظة شبوة، جنوب البلاد، في وقت عاد الهدوء الحذر إلى عمران بعد أكثر من أسبوعين من المواجهات الدامية بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثي. وكانت قيادة الجيش شددت من إجراءات التفتيش والحراسة في محيط المرافق الحيوية والمنشآت النفطية بمحافظة شبوة الشرقية غداة الهجوم الذي شنه مسلحون من القاعدة، استهدف حاجز تفتيش عسكري وأسفر عن مقتل 12 جنديا ومدنياً وإصابة آخرين. وقال مسؤولون محليون ل"الوطن" إن وحدات عسكرية انتشرت أمس في منطقة بيحان لتمشيط المنطقة وملاحقة مسلحين من أعضاء القاعدة يختبئون في هذه المدينة التي كانت في وقت سابق مسرحا لمواجهات بين الجيش وخلايا التنظيم الأصولي. وأكد المسؤولون أن المهاجمين باغتوا الجنود بالأسلحة الرشاشة والقنابل عند مدخل مدينة بيحان وأن جنود الحاجز العسكري اشتبكوا معهم لدقائق قليلة، قبل أن يلوذ بقية المهاجمين بالفرار، مشيرين إلى أن الهجوم أدى إلى إعطاب ناقلتي جند، وآلية عسكرية مدرعة. في غضون ذلك، أعلن المتحدث الرسمي للجيش مقتل زهاء 500 من مسلحي تنظيم القاعدة في العملية العسكرية التي شنها الجيش بالتعاون مع مقاتلي اللجان الشعبية على معاقل التنظيم الرئيسة في محافظتي أبين وشبوة منذ أبريل الماضي. وأكد العقيد سعيد محمد سيف في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء أمس تحت شعار "لنقف صفا واحدا إلى جانب القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب"، أن العملية أدت كذلك إلى إصابة 10 من المسلحين يتلقون العلاج ، فضلا عن اعتقال 39 آخرين، وأسفرت كذلك عن قتل عشرات المسلحين الذين تولى رفاقهم في التنظيم إجراءات دفنهم في قبور جماعية. وفي شأن حصيلة الضحايا من الجنود، أكد أن العمليات العسكرية أدت إلى مقتل 40 ضابطا وجنديا وإصابة 100 آخرين يتلقون العلاج حاليا، وكشف العقيد سيف أن لدى الجيش حاليا خطة عسكرية شاملة ستنطلق قريبًا لملاحقة العناصر الإرهابية الفارة من محافظتي شبوة وأبين. وعلى صعيد الأوضاع في عمران التي شهدت مواجهات دامية بين قوات من الجيش ومسلحي الحوثي، عاد الهدوء الحذر إلى المحافظة بعد التوقيع على اتفاق لإنهاء القتال أول من أمس. وقالت مصادر عسكرية، إنه جرى تطبيق البندين الرابع والخامس من الاتفاق الفوري لوقف إطلاق النار، وإن الشرطة العسكرية استلمت السجن المركزي ونقطة "سحب"، كما باشرت عملها بفتح طريق (عمران - صنعاء) وتأمينها، بالإضافة إلى استكمال نشر المراقبين وفقاً للمهام المسندة إليهم.